لماذا يصرّ الاحتلال على إبعاد رائد زغير عن المسجد الأقصى؟
القدس المحتلة - القسطل: يعتقدون بأن سياسية الإبعاد يُمكن أن تؤتي مفعولها وتُبعد أهل القدس والداخل المحتل حقًا عن المسجد الأقصى، لكنها في الحقيقة لا تعرف كم يزدهم ذاك القرار ثباتًا وتعلّقًا بهذا المكان المقدّس.
رائد زغير هو ليس أحد موظفي دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس وحسب، بل أحد أبناء البلدة القديمة الذي عاش طفولته وشبابه بين أزقّتها وترعرع في المسجد الأقصى وباحاته، يعرف كلّ تفاصيله ومعالمه.
يقول زغير لـ”القسطل”: “إن المسجد الأقصى هو الحياة والهواء الذي نتنفّسه، والاحتلال يعرف ذلك تمامًا فيحاول إبعادنا عنه في كلّ فترة ضمن مخططاته، لأننا نخدم هذا المكان، بيت الله، ونحاول أن يكون أفضل مكان”.
المقدسي البالغ من العمر (51 عامًا) يعمل مسؤول النظافة في المسجد الأقصى منذ سنوات طويلة، وهو أسير محرر قضى فترات متفاوتة في سجون الاحتلال حتى تجاوز عدد اعتقالاته الـ13 مرّة على وجه التقريب.
بدأ الاحتلال باستهداف وجود زغير في المسجد الأقصى كغيره من الحرّاس وموظفي الأقاف المُدافعين دائمًا وأبدًا عن مسجدهم، منذ عام 2018، فسلّمته شرطة الاحتلال قرارًا بالإبعاد لمدة 6 شهور، وتكرر ذلك في الأعوام اللاحقة 2019، 2020.
هذا العام، وتحديدًا في اليوم السابع من أيار الجاري اعتُقل زغير من المسجد الأقصى، واقتيد لمركز شرطة الاحتلال “بيت إلياهو” ثم إلى مركز “القشلة”. تم تسليمه أمر إبعاد عن المسجد لمدة أسبوع قابل للتجديد.
يبين زغير أن شرطة الاحتلال رفضت تحويله للمثول أمام المحكمة بعدما رفض التوقيع على أمر الإبعاد التعسفي، فلا يوجد أي مبرّر لذلك، والشرطة تدعي ادّعاءاتها الباطلة بأنه “سيشارك في مظاهرات وأعمال شغب”.
عاد زغير لمركز شرطة الاحتلال يوم أمس الجمعة، حيث تبلّغ بإبعاده عن المسجد لمدة 6 شهور، ويقول: “يعتقد الاحتلال أنه بإبعادي سيجبرني على البحث عن عمل لديه، في مؤسساته، لكن هيهات. لدي مكتب خارج أبواب المسجد الأقصى وأتابع موظفي قسم النظافة أولًا بأوّل، وهذا الإبعاد لا يزيدنا إلّا ثباتًا ورباطًا وحبًا وتعلقًا بالأقصى”.