"أطلق الشرطيّ النار عليّ وعلى والدي داخل منزلنا"..جنى الكسواني تروي
القدس المحتلة - القسطل: كان درعًا لها بعدما أصيبت بالرصاص، رغم إصابته هو أيضًا، لكن وجعه على ابنته التي أقعدتها الرصاصة المطاطية كان أكبر من ألم إصابته.
جنى الكسواني ابنة الـ16 عامًا، غدرها شرطي وهي داخل منزلها في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، البيت الذي كان يومًا ما بالنسبة لها آمنًا لولا ذاك الاحتلال الذي بدأ سرطانه يستشري في الحي منذ سنوات، حتى أصبح يسعى لتهويده بالكامل.
تقول جنى لـ"القسطل": "كنت في المنزل مع والدي وصديقه، أعددت لهما القهوة. فجأة شاهدنا عبر كاميرات المراقبة نحو خمسة عناصر من شرطة الاحتلال في محيط البيت، فخرجنا لنرى ما الذي يحدث".
بحسب الكسواني، كانت المظاهرات والأحداث قد انتهت في الشيخ جراح، حيث أصيب أكثر من ثلاثين شخصًا خلال عمليات قمع الاحتلال للمشاركين في الوقفة والمسيرة السلمية في الحي ومحيطه والتي كانت ضمن فعاليات الإضراب الشامل.
توضح جنى أنها كانت تقف أمام باب منزلها ووالدها بجانبها، حيث أمرها شرطي احتلاليّ بالدخول للبيت على الفور. وما إن أدارت ظهرهاحتى أصابها برصاصة مطاطية في ظهرها جعلتها تقع على الأرض.
"لم أفعل شيئاً، لا أعرف ما الذي جعله يُطلق النار علي، وقعت على الأرض وأنا أصرخ من الوجع الشديد، شعرت بتشنج كامل في جسدي"، تقول جنى.
في تلك اللحظة، أصاب الاحتلال والدها أيضًا برصاصة مطاطية في رجله. لم تكن تعلم جنى بإصابة والدها، حيث تقدم نحوها وعانقها بقوة،وحماها وكأنه يعلم أن ضربة أخرى ستأتي.
تضيف جنى "في الوقت الذي حضنني فيه وحماني، رمى الشرطي قنبلة صوت داخل منزلنا وانفجرت بقوة".
جنى الكسواني نُقلت ووالدها عبر سيارة الإسعاف إلى مشفى المقاصد في الطور شرقي القدس، وتبين أن لديها كسر في إحدى فقرات العمود الفقري، ورضوض وكدمات وجروح في الجسد، وما زالت ترقد بالمشفى دون القدرة على المشي والحركة، وتُجرى لها صور أشعة وفحوصات لمتابعة حالتها الصحية.