الرباط والمواجهة .. سبيلان لتعطيل مشاريع الاحتلال في المسجد الأقصى
القدس المحتلة - القسطل: بعد انتهاء معركة (سيف القدس) وانتصار المقاومة على الاحتلال، كانت الأنظار تلتفت حول يوم الأحد الـ23 من أيارالجاري، فرمضان انتهى والعدوان كذلك، وكان السؤال "هل سيتمكن أو يجرؤ المستوطنون على الاقتحام مجددًا".
المقدسيون علموا تمامًا الإجابة على هذا السؤال من خلال تحركات مخابرات وشرطة الاحتلال ليلة السبت/ الأحد وحتى الفجر، بدءًا من حملة الاعتقالات التي شنّتها بحق شبان العاصمة المحتلة، حتى منع العشرات منهم من دخول المسجد الأقصى لأداء صلاة الفجر والرباط فيه، حتى ساعات الصباح.
خلال ساعات صباح الأحد، احتجزت شرطة الاحتلال هويات العشرات من الرجال أو النساء والفتيات، عند الأبواب، وأعطتهم بطاقة صغيرة بديلة، حتى خروجهم من المسجد الأقصى، وبالتالي تكون الشرطة قد وجدت طريقة اعتقال سهلة.
شرطة الاحتلال بالفعل، سمحت للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى أمس من باب المغاربة، بعدما حوّلت ساحاته لثكنة عسكرية، معتدية على حراس المسجد والمرابطين فيه، نساء ورجالاً.
253 مستوطناً اقتحموا الأقصى خلال جولتيْ الاقتحام أمس، بعد 19 يومًا من إغلاق باب المغاربة بسبب العشر الأواخر من شهر رمضان ورباط المعتكفين بالمسجد والأوضاع "الأمنية" (العدوان الأخير على قطاع غزة وإطلاق المقاومة الفلسطينية صواريخها باتجاهالمستوطنات).
تم اعتقال عدد من موظفي الأوقاف وحراس المسجد الأقصى ومقدسيون تواجدوا في الفترة الصباحية للاقتحامات، حتى تم إبعاد أكثر من 18 شخصًا عن المسجد (معظمهم من النساء والفتيات) بعد التحقيق معهم لساعات في مركز "القشلة" غرب القدس لمدة أسبوع، والقرار قابل للتجديد، وذلك ضمن سياسة التنكيل والتفريغ للأقصى.
لقد كان عنوان المرحلة الماضية التي منعت شرطة الاحتلال المستوطنين من السماح لهم باقتحام الأقصى- ما قبل الأحد، 23 أيار- الرّباط والمواجهة حتى تحقيق المكاسب، مهما اعتدى الاحتلال وطغى ونكّل واعتقل وأصاب، في النهاية سيرضخ ويخضع تمامًا كما خضع في هبة باب العامود واقتحام 28 رمضان.
يقول الباحث في دراسات القدس زياد ابحيص، يقول إنه باستئناف الاقتحامات صباح الأحد بعد 19 يوماً من توقفها رغم أنفه؛ يحاول الاحتلال أن يقول لنا بأنه عاد للمربع الأول وكأن شيئاً لم يكن؛ وعلينا أن لا نمرر هذه الحرب النفسية "الصهيونية" بحال من الأحوال.
وأضاف أن كل ما يفعله لن يغير من حقيقة أن خوفه من العمليات الفردية والهبات الشعبية والمـقـاومة في غزة بات يشكل معادلة ردع ثلاثية تحكم تفكيره وخياراته وقراراته في القدس.
وبيّن أن عهد الاقتحامات انتهى بقلب قوي لحسم مصير الأقصى، وأن اليوم وبعد رمضان ومعركة سيف القدس يأتي الاقتحام للحفاظ علىالمكتسبات وحتى لا تفرض المزيد من التراجعات "الصهيونية".
وأوضح أن هذه الحقيقة ماثلة في الطريقة التي استؤنفت بها الاقتحامات؛ إذ لجأ الاحتلال للعدوان على المصلين من صلاة الفجر، وطوّقالبلدة القديمة وحوّل الأقصى لثكنة عسكرية ليمرر اقتحاماً كان أقرب للروتين اليومي قبل هذه المواجهة؛ ورغم كل ذلك فالمجموعة الثالثة للمقتحمين لم يكن فيها سوى ثلاثة مستوطنين يحرسهم المئات من قوات الاحتلال.
وأكد ابحيص أن المعركة في الأقصى معركة على الرمز، والوعي بها وبمعانيها مهم جداً لأن معظم رسائلها موجهة لكيّ الوعي وطمسه؛الاحتلال يتصنع الجسارة لكن ما تحقق من ردع يصعب محوه، والواجب استئناف الردع بكل الأشكال الممكنة، ولا بد من تعزيز ما حصل بمواصلة المعركة في جبهة الأقصى وحي الشيخ جراح.
إذن، المطلوب من جميع الفلسطينيين ممن يستطيعون التواجد في المسجد الأقصى خلال فترات الاقتحام، شد الرحال إليه من كافة أرجاءالوطن المحتل، والرباط فيه ما بعد صلاة الفجر، خاصة خلال ساعات الصباح الأولى التي تشهد عادة تواجدًا قليلًا للمصلين.
إذا ما تواجدت أعداد كبيرة من المصلين في المسجد الأقصى خلال هذه الفترة، سيشكل ذلك ردعًا للمستوطنين وخوفًا من المساس بالمسجدوتدنيسه. قد يستمر هذا الأمر عدّة أيام وأسابيع، ولربّما شهور، لكنه في النهاية سيدمّر مخططات التقسيم الزمانية والمكانية في المسجدالأقصى، بين المسلمين واليهود، وسيدمّر مخططات المستوطنين وأصواتهم التي تنادي باستمرار بهدم قبة الصخرة، وصولًا إلى المطلوب وهو إغلاق باب المغاربة بشكل كامل ونهائي بقرار لا رجعة فيه، أمام المستوطنين.