تضامنٌ وسط تضييقات شديدة.. كيف يبدو "الشيخ جرّاح" اليوم؟
القدس المحتلة - القسطل: لم تنتهِ القضية بعد، وتأجيل الجلسات في محاكم الاحتلال لا يعني أنّ الأمر انتهى، فلا بدّ أن يستمرّ الحراك الشعبي، فلا تتخلّوا عن المعركة، ولا تنزلوا عن الجبل، وقاتلوا حتى النهاية، حتى تستعيدوا حقوقكم، في الشيخ جراح وسلوان وكل البلدات المقدسية.
هذا لسان حال كل مقدسيّ يعيش في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، والذي ما زال صامدًا في وجه آلة القمع والعنف الاحتلاليّ التي يتعرّض لها بشكل يومي، ناهيك عن التضييقات على السكان وكل من يودّ زيارة الحي، أو أي صحفي يسعى لتسليط الضوء على قضيتهم.
إن التضييقات على سكان حي الشيخ جراح بدأت منذ شهر نيسان الماضي، إلّا أن وتيرة الاعتداءات من قبل شرطة الاحتلال ازدادت خلال أيار الجاري، من خلال عمليات قمع الوقفات التضامنية والاحتجاجية والتواجد اليومي من قبل شبان القدس والداخل المحتل.
رصاص مطاطي، وقنابل صوتية، وغاز فلفل، وسيارة المياه العادمة، ولا يكاد يمرّ يوم إلّا وتُسجّل فيه حالة اعتقال لشبان أو فتيات أو حتى من سكان الحي ذاته، بعد الاعتداء عليهم بالضرب وإصابتهم. تقتاد الشرطة المعتقلين لأحد مراكزها وإمّا أن تمدد اعتقاله لعرضه على المحكمة في اليوم التالي، أو تُفرج عنه بشرط الإبعاد عن الشيخ جراح لفترة محددة، ودفع كفالة مالية.
ليس هذا وحسب، بل بدأت شرطة الاحتلال بتحديد أماكن جلوس أو تواجد المتضامنين، ثم تفريغ الحي منهم شيئاً فشيئًا، وصولًا إلى وضع حاجز شُرطيّ عند مدخله، وحواجز حديدية. وبعد عملية الدهس التي نفّذها الشهيد شاهر أبو خديجة في الـ16 من أيار، وأصاب خلالها 7 عناصر من الشرطة، تم تشديد الخناق أكثر على الحي وسكانه.
كثّفت شرطة الاحتلال من تواجد عناصرها، ووضعت المكعّبات الإسمنتية عند مدخل الحي، وسمحت فقط بدخول سكانه، ومنعت المتضامنين من التواجد داخل “كرم الجاعوني”، والصحفيين من التغطية، وعرقلت بذلك عملهم، حتى وصل الأمر إلى اعتقال بعضهم ومحاكمتهم كما حصل مع الزميلين زينة حلواني ووهبي مكية.
في بداية الأحداث، كانت شرطة الاحتلال تسمح للصحفيين بدخول الشيخ جراح بحسب البطاقات الصحفية التي بحوزتهم سواء الفلسطينية أو الدولية، ولكن بعدما أوصل الصحفيون الرسالة وما يحصل في الحي لكل العالم، بات الاحتلال متخوّفًا أكثر منهم، فمنعهم من التغطية، بل لم يعد يعترف بتلك البطاقات، ولم تعد شرطة الاحتلال تسمح إلّا للصحفي الذي يمتلك بطاقة صحافة “إسرائيلية” فقط.
رغم كل ما تقوم به شرطة الاحتلال، إلّا أن حجم التضامن مع أهالي الشيخ جراح المهددين بتهجيرهم من منازلهم قسرًا، وإحلال مستوطنين مكانهم، يزداد على الصعيد الفلسطيني والعربي والعالمي.
وما زال رواد مواقع التواصل الاجتماعي ينشرون كل الصور ومقاطع الفيديو التي توثّق انتهاكات الاحتلال واعتداءاته مرفقة بهاشتاغ “أنقذوا حي الشيخ جراح” باللغتين العربية والإنجليزية كي يصل ما يحدث في القدس لكل العالم.
ولم تعد الفعاليات داخل الحي تقتصر على تواجد الفلسطينيين والغناء وترديد الأناشيد والهتافات الوطنية فقط، وإنّما تعدّتها إلى رسم جداريات تحمل معاني الصّمود والثبات على الحق، وافتتاح مكتبةٍ قُصفت في قطاع غزة وغيرها الكثير.