قد يقضي البعض زيارتهم وهم يبكون، وآخرون في أخبار العائلة ومن تزوّج ومن أصبح أبًا ومن توفي، وبعضهم من يحاول أن يُسرّي عن نفس الأسير أو العكس، تماماً كما فعل المحامي طارق برغوث (44 عاما) مع زوجته التي زارته لمرّة واحدة فقط منذ اعتقاله من منزله في رام الله في السابع والعشرين من شهر شباط/ فبراير 2019.
مضى عامٌ كامل على اعتقال برغوث، ليتم اتّباع سلسلة من التضييقات الإسرائيلية عليه منذ اللحظة الأولى للاعتقال وحتى اليوم.
تعرّض المحامي برغوث لتحقيقات قاسية في مركز "المسكوبية" غرب القدس، انتهت بالحُكم عليه بالسجن لمدة 13 عامًا ونصف في شهر تموز من العام الماضي 2019، بعدما اتهم بتنفيذ أربع عمليات إطلاق نار مع عضو المجلس الثوري لحركة “فتح” زكريا الزبيدي، بحسب ادعاءات الاحتلال.
تقول أمل الطحان، زوجة المحامي: “لم أزره سوى مرة واحدة فقط في سجن النّقب، وبعدما انتقل إلى سجن “نفحة” رفضت إدارة السجن أن أزوره بحجة “المنع الأمني” إضافة لشقيقيْ طارق".
وتُضيف: “في هذه الزيّارة لم أكن قويّة، فلم أتوقّع أن يحصل معي ذلك وأكون زوجة أسير، وأعاني كما تُعاني زوجات الأسرى من البُعد والشوق والحنين”.
وتُلفت إلى أن طارق هو من خفّف عنها، وكان يؤكد لها أن البعد لن يطول أبدًا، وأنه سيخرج من هنا لا محالة، وتقول: “كان على ثقة بذلك”.
في كانون ثاني/ يناير من العام الجاري، سحبت نقابة المحامين الإسرائيلية رخصة مزاولة مهنة المحاماة من برغوث بحجة ضلوعه في عمليات للمقاومة.
ولم تتوقّف التضييقات عند هذا الحد، حيث قالت الطحان إن إدارة نفحة منعته من الزيارة لمدة شهر، كما نقلته للعزل الانفرادي، إلى جانب حرمانه من “الكنتينا”.
طارق وأمل لديهما ثلاثة أطفال هم؛ أحمد (16 عامًا)، سارة (14 عامًا) ومصطفى (9 سنوات)، يمكنهم زيارة والدهم مع جدّيهم، ورغم أن الطريق إلى نفحة مُتعبة، إّلا أنهم يعودون لوالدتهم، سُعداء برؤية طارق يحملون أخبارًا جيّدة عنه، يعودون بأمل اللقاء من جديد لكن خلف القضبان.