استئناف أعمال التجريف في المقبرة اليوسفية... ما خطورة ذلك على المدينة المقدسة؟

استئناف أعمال التجريف في المقبرة اليوسفية... ما خطورة ذلك على المدينة المقدسة؟
القدس المحتلة- القسطل: وافقت محكمة الاحتلال على طلب بلدية الاحتلال وما تسمى بـ “سلطة الطبيعة” باستئناف أعمال التجريف في أرض المقبرة اليوسفية في مدينة القدس، وتحويلها إلى "حديقة توراتية". وتعد المقبرة اليوسفية إحدى أشهر المقابر الإسلامية في مدينة القدس، تقع على ربوةٍ مرتفعةٍ تمتد من الزاوية الشمالية لباب الأسباط، ومنها إلى ناحية الشرق بحوالي 35-40 متراً، وتلتقي حدودها مع الشارع العام المسمى (طريق أريحا)، والذي ينحدر جنوباً إلى أن يتقاطع مع الشارع الصاعد إلى باب الأسباط. وتحتوي على قبورٍ للعائلات الفلسطينية التي تعيش بمدينة القدس، ويقع شمالها مقبرة الشهداء لجنود أردنيين استشهدوا عام 1967، وفي عام 2014 أقدم الاحتلال على إزالة 20 قبراً تعود إلى الجنود ومنع الدفن في جزئها الشمالي. وفي 24 تشرين الثاني- ديسمبر 2020، أصدرت محكمة الاحتلال أمراً احترازياً يلزم بلديته بوقف جميع أعمال الهدم والاقتحام لأرض مقبرة اليوسفية وضريح الشهداء في باب الأسباط، إلا أنها اليوم أعادت استكمال تلك الأعمال فيها. وحول دوافع الاحتلال من إستئناف عمليات التجريف والحفر قال رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي لـ القسطل إن "إعادة عملية السماح لبلدية الاحتلال بتجريف المقبرة اليوسفية تندرج في إطار مشروع تهويد مدينة القدس، فهذه المقبرة لها بعد رمزي وديني وسيادي وسياسي في المكان؛ فهي تحوي قبور شهداء أردنيين في حرب عام 1967، ونصب الجندي المجهول، وهي مقبرة إسلامية ومتصلة مع مقبرة باب الأسباط". وأكد الهدمي أن عملية الإعتداء على المقبرة اليوسفية تبعث رسالة بأنه ليس هناك خطوط حمراء بالنسبة لبلدية الاحتلال وهي تستطيع أن تعتدي على القبور والمقابر وعلى الأماكن الدينية دون أي حسيب أو رقيب في إطار قانوني منحتهم إياه المحكمة، فمحاكم الاحتلال ليست إلا ذراع لسلطات الاحتلال تستخدمه من أجل تمرير سياساتها التهويدية والعنصرية وإعطاء صبغة قانونية على كل سياسة تريد أن تقوم بها. وتابع حديثه مضيفاً أن "سلطات الاحتلال تريد أن تغير صورة المدينة المقدسة وتغير ملامحها الإسلامية والعربية إلى يهودية عن طريق محو كل الآثار والعلامات الواضحة لتاريخ المدينة، وهذه المقبرة جزء مهم من المدينة المقدسة تريد أن تحولها إلى حديقة توراتية تعبر عن التوجه العبري والوجود اليهودي والتوجه الغربي في المدينة وهنا تكمن خطورة ما تقوم به سلطات الاحتلال". وحول الطريقة الوحيدة لوقف هذه الإعتداءات قال الهدمي لـ القسطل إن “تهويد المقبرة وإقامة حديقة توراتية على أرضها سيجلب أعداد كبيرة من المستوطنين لزيارتها وتدنيسها، وفتح أبواب الحركة الإنسانية في المكان، إضافة لزيادة التضييق على المقدسيين، ولمواجهة سياسات التهويد فإن البعد الجماهيري يشكل عنصراً مهماً ورئيسياً في التصدي لإجراءات الاحتلال ومشاريعه التهويدية، لأن هذا البعد آخر ما تبقى لدى المقدسيين الذين يواجهون سياسات الاحتلال وحدهم". ووضح أن حكومة الاحتلال تخطط وتعمل على تشتيت المقدسيين وإرهاقهم، واستهداف منازلهم ومقدساتهم ومقابرهم عبر فتح جبهاتٍ متعددةٍ في وقتٍ واحد، والدليل على ذلك ما حدث في الفترة الأخيرة من هدم واقتحامات واعتداءات.  
. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: