اقتحامات المسجد الأقصى اليومية.. ما الذي عززها وكيف يمكن مواجهتها؟
القدس المحتلة- القسطل: تتعرض باحات المسجد الأقصى بشكلٍ يومي ومستمر إلى اقتحاماتٍ من قبل عشرات المستوطنين، يؤدون خلالها طقوساً تلمودية بشكلٍ علني، ويتلقون شروحات عن "الهيكل" المزعوم، وذلك بحمايةٍ من شرطة الاحتلال الإسرائيلي التي تعتدي على المصليين وتقمعهم، وتمنعهم من الدخول إلى المسجد الأقصى، وتعتقل البعض الآخر.
وعن أسباب زيادة وتيرة الاقتحامات اليومية قال الباحث في جمعية الدراسات العربية مازن الجعبري في مقابلةٍ مع القسطل إن "يوم الثامن من ذو الحجة الماضي شكل نقطة تحولٍ في سياسات حكومة الاحتلال داخل باحات المسجد الأقصى المبارك، وذلك عندما سمحت باقتحام المسجد للمئات من المستوطنين، ووفرت لهم الحماية وإقامة الطقوس التلمودية الجماعية داخل الساحات وعلى أبواب المسجد المبارك".
وأضاف "يبدو أن الحكومة الصهيونية الجديدة برئاسة بينيت نقلت معركة السيطرة على المسجد الأقصى إلى مستوى جديد يتيح لليهود الصلاة فيه؛ وبالتالي حكومة الاحتلال مستمرة في تغيير الوضع الراهن داخل المسجد الأقصى المبارك حتى تجعله بالقوة مكاناً مقدساً لليهود يتيح لهم الصلاة فيه، ثم السيطرة الكاملة عليه من خلال التقسيم المكاني".
ويعتقد الجعبري أن هذه الخطوات تجري في ظل التراجع الإسلامي والعربي، وإنهاء "إسرائيل" للوصاية الأردنية، وعملها حالياً على تقليص صلاحيات دائرة الأوقاف الأردنية.
وعن الحلول التي من الممكن اتباعها لوقف هذه الاقتحامات المستمرة، تابع الجعبري "أعتقد أن الأمل معتمد فقط في الردع الجماهيري الذي أثبت أنه الوحيد القادر على مواجهة إجراءات الاحتلال، وتجميد ووقف سياساته خاصةً فيما يتعلق بتغيير هوية المسجد الأقصى المبارك".
وحول ذلك قال المختص في شؤون الأقصى والقدس محمد الجلاد لـ القسطل "نلاحظ أنه عندما يتم شد الرحال من أهل القدس ومن كافة الفلسطينيين يوم الجمعة إلى المسجد الأقصى لا يحدث اقتحامات من قبل الاحتلال إلا في حالات نادرة، لكن في بقية أيام الأسبوع يحدث اقتحام بشكلٍ مستمر وبأعدادٍ كبيرة؛ لأن المسجد يكون شبه فارغ أو يحتوي على عشرات المصليين فقط، لذلك يصول المستوطنون ويجولون كما يشاؤون، والشرطة "الإسرائيلية" تجلس جانباً كأن الأقصى أصبح لهم، وهذا يحقق المقولة التي يريد الصهاينة إثباتها على أرض الواقع، أن الأقصى بأيديهم".
وأضاف "من يستطع زيارة المسجد الأقصى في كافة الأيام يجب أن يجعل الأولولية لزيارته في غير يوم الجمعة، لعدة أسباب، الأول أن الجمعة لا توجد فيه اقتحامات، وبالتالي يكون لرباطك معنى أعظم في سائر أيام الأسبوع، والثاني أن زيارتك يوم الجمعة تكون لك أنت ولروحك أما في بقية الأيام تحقق الخدمة الأكبر والأجل للأقصى وترابط فيه وتحميه".
ويعتقد الجلاد أنه "لو رابط كل فرد فلسطيني مرةً واحدةً في العام، سوف يتواجد في الأقصى آلاف بل عشرات الآلاف في ذروة أسبوع".
. . .