الكشف عن مناقصة سرية لبناء جسر باب المغاربة.. باحث مقدسي يُعلّق
القدس المحتلة- القسطل: كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن مقاولين تقدموا لمناقصة بناء جسر باب المغاربة، الموصل بين باحة حائط البراق و الحرم القدسي الشريف، طُلب منهم التوقيع على بند سري بخصوص أعمال بناء الجسر.
وحسب الصحيفة، تضمن هذا البند السري نص "أتعهد بهذا بالحفاظ على سرية كاملة ومطلقة للمعلومات السرية وكل ما يتعلق أو ينبع منها، وعدم نشر وعدم كشف بأي طريقة كانت أمام أي شخص أو هيئة وكل ذلك لفترة غير محدودة".
وصدرت المناقصة عن ما يسمى بـ "صندوق تراث حائط المبكى"، وهو المسؤول عن حائط البراق من قبل مكتب رئيس حكومة الاحتلال، بعد أن قرر مهندس "الصندوق" في أيار- مايو الماضي أن يتم استخدام الجسر لأربعة أشهرٍ أخرى.
وقال أستاذ التاريخ في جامعة بيرزيت نظمي الجعبة لـ القسطل إن "قصة الطريق المؤدية من حائط البراق إلى المسجد الأقصى قصة قديمة مضى عليها سنوات طويلة، وهناك ممرين الآن، الأول الممر التاريخي الذي جرى تجريف جزء أساسي منه وهدمه والقيام بأعمال حفريات به، وبعد بروز سلسلة من الاحتجاجات الداخلية في القدس والعالمية اتجاه تغيير هذا المعلم الأساسي الباقي من حارة المغاربة توقف العمل، وتدخلت دول عديدة من ضمنها اليونسكو".
وبعد ذلك، قام الاحتلال ببناء جسر خشبي بديل يستعمل منذ أكثر من عشر سنوات حتى اليوم، وفي الأشهر الأخيرة بدأ الاحتلال بتسريب أخبار أن هذا الجسر الخشبي أصبح بحاجة إلى ترميم.
وتابع "واضح أن الهدف من إطلاق مثل هذه الأخبار أو الإشاعات هو من أجل العودة للعمل على الجسر البديل، ولكن حتى هذه اللحظة غير واضح ماذا سيرممون، هل سيرممون الممر التاريخي أم الجسر الخشبي البديل، وغير واضح معنى كلمة ترميم، هل هي بناء جسر كامل جديد أم ترميم الممر التاريخي، وسيتضح ذلك في الأيام القادمة".
وأكد الجعبة في حال كان الترميم ضمن المخطط الإسرائيلي المطروح قبل 10 سنوات، فسيتم إزالة كافة الممر التاريخي، وسيتم توسيع حائط البراق إلى الجنوب ليصل إلى الزاوية الجنوبية الغربية للمسجد الأقصى، وبالتالي تحويل منطقة حائط البراق إلى مناطق احتفالات دينية، وطنية، قومية، وإسرائيلية.
وحول أسباب سرية بنود هذه المناقصة، وانتشار مثل هذه الأخبار أوضح الجعبة لـ القسطل "لا نعلم إذا تسربت هذه المعلومة بقصد، أم من غير قصد، لكن هدف الاحتلال دائماً فحص ردات الفعل، إذا كان هناك ردة فعل قوية ضد هذا المشروع بالأغلب يتم التراجع عنه أو تجميده لفترة مؤقتة، وإذا مرت دون أي ردة فعل ينطلقون بتنفيذه على أرض الواقع".
ويعتقد الجعبة أن هذا الخبر سيؤدي إلى جلب ردة فعل كبيرة لأن الموضوع حساس جداً، ولتدخل عدة دول بالموضوع منذ سنوات طويلة، من ضمنها الأردن، تركيا، المغرب، وبعض الدول الأوروبية واليونسكو.
وقال "هم الآن ينتظرون ردة فعل هذه الدول، وردة الفعل المقدسية المهمة بالنسبة لهم قبل كل شيء".
. . .