ماذا كشفت حرائق القدس بعد السيطرة عليها؟
القدس المحتلة- القسطل: أعلنت سلطة الإطفاء والإنقاذ "الإسرائيلية" مساء أمس الثلاثاء السيطرة بشكلٍ كامل على الحرائق المندلعة في أحراش القدس، بعد 52 ساعة من العمل المستمر في مراكز الإطفاء.
وبحسب رئيس السلطة، فإنه عمل خلال أيام الحريق أكثر من 204 من طواقم الإطفاء، و20 طائرة إطفاء قامت بـ 206 طلعة جوية، و238 ساعة طيران.
وشارك في عملية الإطفاء 1500 رجل إطفاء منذ اندلاع الحريق من يوم الأحد الماضي، وتم إخلاء 10مستوطنات، ومدرسة ومستشفى.
ومساء أمس، عاد نحو 3 آلاف مستوطن إلى أماكنهم، باستثناء مستوطنتين طالت أسنة اللهب منازلهم.
وحول الحقيقة التي كشفتها حرائق القدس قال المؤرخ الفلسطيني جوني منصور إنه "بعد إخماد الحرائق في عدد من جبال القدس كُشف منظر لم يتوقعه أحد، وهو المدرجات أو الرباعات الزراعية التي نظمها الفلاح الفلسطيني على مدى عقود طويلة، والتي يؤكد بعض الباحثين أن عمرها 400 سنة، وأعتقد أنها أكثر من ذلك بكثير".
وأضاف "هذه نتيجة جهد وعرق ودم الفلاح الفلسطيني ليحافظ على أرضه وتربتها ويعتاش منها، لكن ماذا فعل المشروع الصهيوني الاحتلالي والاقتلاعي؟ قام عبر مؤسساته الكولونيالية بتشجير مساحات شاسعة من هذه الجبال وغيرها لإخفاء تضاريس ومعالم المنطقة وإبادة ما فعلته وكونته أيدي الفلاحين".
وأوضح منصور أن عمليات التشجير والتحريج التي قام بها "الصندوق القومي اليهودي" أخفت كل ما هو فلسطيني والذي يتجاوز عمره العشرة آلاف سنة لصالح كل ما يوحي بصهيونية ويهودية المكان، وأكمل "نتيجة العقلية الكولونيالية الأوروبية التي كونت الصهيونية فإن مشروعها اعتمد على نقل "المكان" الأوروبي إلى فلسطين ليحظى المستوطنون براحة شبيهة بتلك التي عاشوها في اوروبا".
وتابع منصور قائلاً "النار التهمت بعضاً من جبال القدس، وكشفت عن جانب من المشروع الاستعماري الصهيوني، وكشفت الحقيقة الجغرافية التاريخية، فهل من نار أخرى تكشف أحوالا أخرى؟".
وأشار إلى أن مثل هذه الأحراش موجودة في مواقع أخرى، وتخفي قرى ومزارع فلسطينية هدمتها "إسرائيل" بعد حرب النكبة وهجرت مالكيها، وزرعت مكانها أشجار الصنوبر الأوروبي، مثل أراضي معلول وسحماتا وغيرها، فقد تم إخفاء القريتين وبصعوبة يمكن ملاحظتهما.
. . .