إسراء جعابيص.. جرحٌ ما زال ينزفُ في "الدامون"
القدس المحتلة – خاص بالقسطل: لم يستطع الاحتلال كسرها بعدما ترك النار تلتهم جسدها، بل تحدّت كل ما مرّت به من ألم وعذاب، وقهرالسجن والسجّان، ولأنها تعلم أن هذا الحال لن يدوم، قررت أن تعيش على الأمل.
اليوم تدخل الأسيرة إسراء جعابيص عامها الاعتقالي السابع في سجون الاحتلال بعدما اعتُقلت في الـ11 من تشرين أول/ أكتوبر 2015،واتّهمت زورًا وظُلمًا بمحاولتها تنفيذ عملية ضدّ الاحتلال.
تذكيرٌ بالواقعة الأليمة..
في مثل هذا اليوم كانت إسراء في طريق عودتها من أريحا باتجاه منزلها في بلدة جبل المكبر جنوبي شرق القدس، وفجأة حصل عُطل فيمركبتها على مقربة من حاجز الزعيم (شرقًا)، ما جعلها تركن جانبًا.
توقّفت إسراء ورآها شرطي إسرائيلي وتساءل حول سبب تواجدها في هذا المكان، لكنّ صعوبة الموقف كانت في تفهّم اللغتين (هو يتحدّثالعبرية، وهي تتحدث العربية، ولا أحد يفهم لغة الآخر)، فحاولت أن تُفهّم ذاك الشرطي بأن السيارة تعطّلت وهي ليست المرة الأولى، وما هيإلّا دقائق حتى بدأ الدخان يخرج من المركبة بسبب تماس كهربائي، والبعض قال إن أنبوبة غاز منزلية كانت في السيارة، ما فاقم من حدّةالانفجار ليُحرق جسد إسراء.
بعد الحادثة، اتّهمت شرطة الاحتلال إسراء بمحاولتها تنفيذ عملية من خلال مركبتها، وحكمت عليها بالسجن لمدة 11 عامًا.
كانت الأسيرة جعابيص قبل اعتقالها تعمل مع المسنّين، إلى جانب الفعاليات الترفيهية التي كانت تقوم بها في المدارس والمؤسسات، ولديهاطفل وحيد “معتصم” الذي ما زال يشتاق رؤية والدته في المنزل وبين أحضان العائلة.
إسراء بحسب عائلتها، كانت شخصية محبوبة وطموحة، رسامة وفنانة أيضًا، كانت ترسم البسمة على وجوه الأطفال الذين تلتقيهم، لم يتبنّاهاأحد من المؤسسات، فكانت تشتري زي “المهرّج” وحاجيّاته من بالونات ملونة وهدايا رمزية تُسعدُ بها قلوب الأطفال، فتطوّعت من أجل عملتُحبّه.
إسراء اليوم..
يقول رئيس لجنة أهالي أسرى القدس أمجد أبو عصب إن إسراء تعاني كثيراً من ألم الجروح والحروق وهي بحاجة لأن تجري عدة عملياتجراحية بشكل مستعجل.
ويؤكد أن إدارة سجن الدامون - حيث يتم احتجازها - تماطل في تقديم العلاج اللازم لها، و بالرغم من ذلك تمكنت إسراء من اجتياز الثانويةالعامة قبل ثلاثة أعوام.
وبيّن أن الأسيرة جعابيص تنشط كثيراً في الأعمال اليدوية، و تشارك أخواتها الأسيرات في كافة النشاطات.