الوفد المُطبّع.. دخل خلسةً بحماية المحتل خوفًا مما سيُلاقيه

الوفد المُطبّع.. دخل خلسةً بحماية المحتل خوفًا مما سيُلاقيه

القدس المحتلة - القسطل: دخلوه خِلسة، في الوقت الذي كان الاحتلال قد أفرغ فيه المدينة والأقصى من المقدسيين ضمن إجراءات الإغلاق للحد من انتشار فيروس كورونا، منتهزًا تلك الفرصة ليسمح للمُطبّعين العرب باقتحام المسجد الأقصى وهو فارغ من المصلّين باستثناء قلّة قليلة.

لم تُعرف في البداية جنسية هذا الوفد “الزائر” للمسجد الأقصى، إلّا أنّ تواجد عناصر من شرطة الاحتلال بشكل مكثّف حولهم، جعل العديد من الفلسطينيين ممن تواجدوا في الأقصى يشكّون في أنه “إماراتي”، ليهتف أحدهم بصوته عاليًا: “لعنة الله على شيخكم وكبيركم يا أنجاس.. يا أنذال”.

عشرة أشخاص كانوا بحماية الاحتلال لنحو نصف ساعة، في الخامس عشر من شهر تشرين أول/ أكتوبر الجاري، صلّوا في قبة الصخرة المشرّفة، والتقطوا صورًا لهم، وحاول مقدسيون التصدّي لهم، لتعتقل شرطة الاحتلال اثنين منهم وأخرجتهم من المسجد الأقصى.

بوابة العين الإماراتية أكّدت أن الوفد الذي زار القدس والمسجد الأقصى إماراتي، بعدما نشرت صورًا للمسجد بعدسة المصوّر الإماراتي المُطبّع عبد الله الجنيبي، متفاخرةً بإشادة بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي باتفاق التطبيع بين دولة الإمارات والاحتلال.

في حديثه لـ”القسطل”، أكد رئيس الهيئة الإسلامية العليا، خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري أن التطبيع باطل، وأن أي تصرف ينبثق عن التطبيع فهو باطل أيضًا.

وأوضح أن ما قام به الوفد الإماراتي في الخامس عشر من تشرين أول (اقتحام الأقصى)، يعدّ باطلًا لأنه أصبح في مساق التطبيع، قائلًا: “من المؤلم أن يأتي مسلم إلى المسجد الأقصى بحراسة من سلطات الاحتلال”.

وأوضح أن المطبّع أعطى شرعية للمحتل في موضوع القدس والأقصى، مؤكدًا أن الاحتلال غير شرعي، وقال: “نأسف ونتألّم حينما نرى بعض العرب والمسلمين يسيرون في مسار الرواية الإسرائيلية”.

ووجه الشيخ صبري حديثه للمُطبّعين مع الاحتلال بأن “الرواية الإسلامية هي الرواية التي نخاطبهم بها، وهي قرارات ربّانية نصّ عليها القرآن والسنة والتي تُثبت حقنا في الديار ولا يجوز لنا أن نفرّط فيها، وأن أي خطأ يحصل من المطبعين أو غيرهم ليس حجة لنا، وسيبقى القرار الربّاني هو الثابت والأصل في تصرفاتنا”.

بدوره، قال الباحث المختص في شؤون القدس والمسجد الأقصى، زياد ابحيص إن من يدخل الأقصى عبر بوابة الاحتلال مُقراً بمشروعيته ومعززاً لوجوده فهو مقتحم للأقصى عنوة لا يملك الحق في دخوله وإن كان مسلماً.

وأشار إلى أن هذا الوفد الذي دخل الأقصى كان مقتحماً كأي متطرف صهيوني من جماعات “الهيكل”؛ حتى وإن صلى أعضاءه صلاة المسلمين. وبيّن أن ما حصل ليس "زيارة تطبيعية"، فما كانت تنظمه الأوقاف الأردنية والفلسطينية من زيارات لعرب ومسلمين عبر بوابتها خلال الأعوام الماضية هو الذي يمكن أن يسمى "زيارة تطبيعية"؛ أما ما حصل مؤخرًا تحت حماية “الشاباك” فهو اقتحام من الليكود العربي للمسجد الأقصى المبارك، وهذه السيارات السوداء التي جاؤوا فيها تحت حماية “الشاباك” وركنت عند ساحة البراق شاهدة على ذلك.

وحذّر اقليم “فتح” في القدس مما أسماه “المال الاماراتي المغمس بالدم الفلسطيني”، والذي يأتي عبر بوابة الاحتلال في وقت توصد فيه الأبواب أمام القيادة الفلسطينية ويُمنع النشاط الفلسطيني في القدس.

واعتبر الإقليم في بيان صدر عنه اليوم الأحد، وصل "القسطل" نسخة عنه، بأن هذه الزيارات المشبوهة من وفود عربية وعلى رأسها الوفود الإماراتية تعتبر خنجرًا في القلب الفلسطيني، مشيراً إلى أن مجابهتها والوقوف سداً منيعاً في وجهها هو واجب وطني وديني حفاظاً على مقدساتنا وأرضنا التي أضحت تأسرل بعباءة عربية.

أهل القدس توعّدوا لكل إماراتيّ قبل بالتطبيع ووعد بزيارة قريبة لـ"إسرائيل" والصلاة في المسجد الأقصى، وقالوا عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي: "أحذيتنا بانتظاركم"، في إشارة إلى ما حصل سابقًا مع مطبعين عرب.

إلّا أن الاحتلال الإسرائيلي ضيّق على المصلين في المسجد الأقصى من خلال منع  البعض من الدخول أو حجز هويّاتهم عند الأبواب، كما منع الوصول إلى البلدة القديمة تحت حجج "الإغلاق"، وكان في ذلك الوقت يفكّر في حماية الوفد الإماراتي المُطبّع عند دخول الأقصى.

وكانت الإمارات والبحرين قد وقعتا الشهر الماضي على اتفاقيتين لتطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، وذلك في احتفال جرى بالبيت الأبيض بمشاركة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.

وقوبلت اتفاقيتا التطبيع بتنديد فلسطيني واسع حيث اعتبرته الفصائل والقيادة الفلسطينية "خيانة" وطعنة في ظهر الشعب الفلسطيني.

وترفض القيادة الفلسطينية أي تطبيع للعلاقات بين الاحتلال الإسرائيلي والدول العربية، قبل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي المحتلة عام 1967.

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: