الشهيد الحلاق..من جريمة الإعدام لـ"القتل بالخطأ"
القدس المحتلة- القسطل: بعد خمسة شهور على جريمة إعدام الشاب إياد الحلاق المصاب بمرض التوحد، قرب “باب الأسباط” في البلدة القديمة، أثناء توجهه لمدرسته الصناعية (البكرية)، أعلنت ما تسمى بـ"وحدة التحقيقات مع الشرطة الإسرائيلية" نيتها تقديم لائحة اتهام ضد شرطي إسرائيلي بتهمة "التسبب بالوفاة عن طريق الخطأ"، فيما قررت إغلاق الملف ضد المتهم الثاني، وهو قائد قوة الوحدة الإسرائيلية التي كانت تحاصر الشهيد.
وصرّح المحامي مدحت ديبة لـ"القسطل" أنه بعد ساعتين من أول جلسة استماع، أعلنت وحدة التحقيق مع شرطة الاحتلال نيتها تقديم لائحة اتهام ضد أحد عناصر شرطة الاحتلال بتهمة "التسبب بالقتل عن طريق الخطأ"، وأسقطت التهمة عن المتهم الثاني (شرطي آخر).
وقال ديبة: "نحن لا نعوّل على شفافية وحدة التحقيق، وتقديم لائحة الاتهام تلك يدل على عدم نزاهة هذا الجهاز، فكان يتوجّب عليها تقديم لائحة اتهام تتضمّن "القتل المتعمد" لشرطيين، وفقًا لما تشير إليه الأدلة”.
وأضاف أن المعلومات والأدلة التي وصلت لفريق الدفاع عن الشهيد الحلاق، تكشف أن الشرطي المتهم أطلق النار صوب الحلاق، وأصابه في منطقة البطن، وبدأ بالتحقيق الميداني، لكن إياد الذي كان ينزف أشار بإصبعه لمعلمته الشاهدة على الجريمة، وأخبرتهم أن إياد ليس بحوزته شيء، ليقوم بإطلاق النار عليه مجددًا وقتله، دون أن يوجه قائد وحدة شرطة الاحتلال آنذاك أي أوامر تمنع وقوع الجريمة.
وبيّن ديبة أن وحدة التحقيق اضطرت للإعلان عن نيتها توجيه لائحة اتهام ضد القاتل، حتى تمنع فريق الدفاع من الوصول والاطلاع على الملف والأدلة، والتي يُسمح بها في حالة واحدة وهي إغلاق الملف وعدم توجيه لائحة اتهام.
وأشار إلى أنه كان يجب تقديم لوائح اتهام ضد قائد وحدة شرطة الاحتلال، الذي لم يمنع وقوع الجريمة بحسب المادة (232) من “القانون الإسرائيلي”، موضحًا أن “وحدة التحقيق مع الشرطة الإسرائيلية” منذ عشرات السنوات لم تقدم لوائح اتهام ضد عناصر الشرطة وتغلق الملفات، وذلك ضمن سياسة ممنهجة لحمايتهم، ومنحهم الغطاء الكامل لرفع السلاح في وجه الفلسطينيين.
وكان فريق الدفاع عن قضية الشهيد الحلاق والذي يضم المحامين؛خالد زبارقة، ضرغام سيف، مدحت ديبة، رمزي كتيلات، حمزة قطينة، عمر خمايسي، وأحمد أمارة، قد تقدم بالتماس لمحكمة الاحتلال “العليا” في شهر آب الماضي، يحث فيها وحدة التحقيقات مع شرطة الاحتلال للإعلان عن اتخاذ موقف بشأن ملف الشهيد الحلاق.
وقال ديبة:"تم تحديد جلسة استماع ثانية في العشرين من شهر كانون أول المقبل، وبعد انتهاء جلسات التحقيق والاستماع يتم تقديم لائحة اتهام ضد الشرطي القاتل".
والدة الشهيد إياد الحلاق بعد انتهاء جلسة الاستماع، وقفت أمام كاميرات الصحافة تبكي بحرقة نجلها، وتروي كيف قتلوه عناصر شرطة الاحتلال، مؤكدة أنه لم يحمل شيئًا معه ليتم قتله، وكان يحمل هويته وبطاقة تثبت أنه يعاني من مرض التوحد، قائلة:"قتلوا أحلامي وأحلامه، إياد هادئ مصاب بالتوحد، أخذوا الولد مني، ظفر إياد يعادل مال الدنيا، حطموا أسرتنا وأحلامه بالزواج وعيش حياة هادئة".