الأسير المقدسي محمد عبيد.. احتضن طفلته للمرة الأولى داخل محكمة الاحتلال

الأسير المقدسي محمد عبيد.. احتضن طفلته للمرة الأولى داخل محكمة الاحتلال
القدس المحتلة- القسطل: وُلدت طفلته "بيلسان" وهو في الأسر، احتضنها للمرة الأولى في قاعة المحكمة، مدةً لا تتجاوز الدقيقة، وفي ظرف ثوانٍ انتزعتها قوات الاحتلال من بين يديه، وأخرجته من المحكمة. الأسير المقدسي محمد بسام عبيد (24 عاماً)، من بلدة العيساوية شمالي شرق القدس، أب لطفلتين، اعتُقل في الرابع من نيسان الماضي، وما زال يُحاكم. "ما أصعبه من موقف.. بكّينا كثيراً" تصف والدته هذا الموقف بحرقةٍ كبيرة وتقول لـ القسطل: "ما أصعبه من موقف.. ما قدرت أتحمل، نزلت دموعي مُباشرة أنا وزوجته". وتتابع باكية "يا دوب قدر يبوسها ويحضنها لمدة دقيقة.. أخذوها منه وهو يبوس فيها". تجلس بجانبها زوجته "سندس"، تنظر لطفلتها الصغيرة "بيلسان"، وتسترجع بذاكرتها ما حدث يوم أمس في محكمة الاحتلال. وتقول لـ القسطل وهي تذرف الدموع: "موقف صعب جداً.. أنجبت طفلتي وهو في السجن، هل يوجد أصعب من هذا؟ أول مرة أمرّ في هذا الموقف.. هو سندي وكل حياتي، أحتاجه بجانبي، وفجأةً أصبح بعيد". تصمت قليلاً، وتُردد بألمٍ كبير "عندما احتضن بيلسان يوم أمس في المحكمة بكَّيت، وخرجت من المحكمة حتى لا يرى أنني أشعر بالضيق، لم أستطع التحمل". قُطعت قبلته الأولى وتأجلت المحكمة "بيلسان"، اسمٌ اختاره عبيد وهو خلف القضبان، فهو يقبعُ خلف القضبان منذ ثمانية أشهر. وحول ما جرى يوم أمس في قاعة المحكمة، يروى شقيقه يزن عبيد لـ القسطل، قائلاً "يوم أمس مررنا بلحظاتٍ صعبة، أمي وزوجة أخي بكّوا كثيراً، وتوسلوا القاضي حتى يسمح لعبيد برؤية طفلته.. تدخل المحامي واندلعت مناوشات في المحكمة". "أقل من دقيقة" هي المُدة التي حمل فيها عبيد طفلته، وعندما أراد تقبيلها تدخلت قوات الاحتلال، وانتزعتها من بين يديه بالقوة، وأخرجته رُغماً عنه من قاعة المحكمة. ويتابع شقيقه: "تأجلت المحكمة حتى تاريخ 27 كانون الأول.. حتى طفلته الكبرى التي لم يتجاوز عمرها سنتين، عندما ركضت لحضن والدها، دفعها الشُرطي على الأرض، وأخذت تبكّي ولم يسمح لها برؤيته". ويصف عبيد بقلبٍ مكلوم: "زوجته سندس تشعر نفسها وحيدة.. محمد شقيقي الكبير، وهو سندنا بعد وفاة والدي". "أين والدي؟" جاءت "بيلسان" على هذه الدنيا دون أن تفتح عينيها وترى والدها مبتسماً لها، وتشعر بحنانه وهو يُردد الأذان في أُذنها، كانت هذه اللحظات صعبة جداً على جميع أفراد العائلة. "موقف جداً صعب.. بكَّيت سراً دون أن تراني زوجته.. سندس افتقدت محمد كثيراً أثناء الولادة.. كل الوقت أخذت تُردد: "بدي محمد.. بدي سندي"، بهذه الكلمات وصفت والدة الأسير عبيد يوم ولادة حفيدتها. أما زوجته سندس اختتمت حديثها مُرددة: "شعرت بنقصٍ وحُزنٍ شديدين وهذا الشيء غير جيد بعد الولادة.. كل ما أتمناه الآن أن يخرج من الأسر، ويكون بجاني، ونربي طفلتينا معاً".
. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر:

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *