باب جديد – ماذا يحصل؟

باب جديد – ماذا يحصل؟
سايمون أزازايان - في الآونة الأخيرة نشاهد تغييراً ملحوظًا في منطقة باب الجديد، أي في شكل الشارع والحوانيت على امتداد الطريق داخل السور، الامر الذي يثير تساؤلات كثيرة بين المقدسيين ولكل من يمر في هذه المنطقة. ما هو الحاصل؟ ومن هي الجهات الداعمة لهذا الأمر؟ في تقرير للقدس العربي عام 2016 كتبت الصحيفة العنوان التالي: مشروع تهويدي ضخم لـ"باب الجديد".. ما قصته؟ وذكر التقرير ان دولة الاحتلال تعد للبدء بمشروع تهويدي ضخم يستهدف "باب الجديد" في البلدة القديمة، تحت مزاعم بـ"تطوير وتحسين المنطقة"، وقد رصدت لذلك 10 ملايين شيكل. ووفقا لصحيفة "كول هعير" الأسبوعية، فإن ما تسمى بـ"سلطة تطوير القدس" وبلدية الاحتلال في القدس، إضافة لوزارتي السياحة وشركة المياه "جيحون"، جميعها ستتعاون من أجل "تطوير الباب الجديد"، حسب تعبيرها. يبدو ان بلدية القدس وشركاءها قد حققوا هذا المشروع وفرضوا أمراً وواقعاً جديداً في هذه المنطقة التي اعتاد أهل البلد على طابعها المسيحي المقدسي، الاّ أننا ونشاهد اليوم حملة شرسة لتهويد المنطقة واضافة طابع صهيوني من خلال إقامة النشاطات والفعاليات التي تدعو الى العيش السلمي الخادع. ما يلفت الانتباه أن البلدية أقامت موقع انترنت خاص باسم www.thenewgate.co.il وخصصت فيه مساحة إعلانية كبيرة لذكر أسماء المطاعم والمقاهي الموجودة في الشارع، بالإضافة الى إعلانها عن سلسلة محاضرات: "... رائعة يلقيها أفضل المحاضرين حول مواضيع مختلفة في أمسية ثقافية ثرية ورائعة". لا بد للإشارة هنا الى ان أحد المحاضرين كان الصحفي المتشدد عميت سيجال والمعروف بكرهه للعرب. لكن ما يقلقني فعلاً هو أن الموقع أعلن حديثاً عن اقامة بازار ميلادي Christmas Market سيمتد لمدة أسبوع كامل، يبدأ بتاريخ 15.12.2021، وبحسب الموقع سيحتوي على زينة عيد الميلاد، اكشاك الطعام ومجموعات موسيقية. لقد كان هذا الموضوع وما زال معضلة تناقش كل عام بين أهل القدس وأصحاب المصالح على ضرورة رفض الدعم القادم من البلدية، وقد تظافرت الجهود سنوياً لعمل احتفال "اضاءة الشجرة" برعاية مركز بذور الحياة، حيث استطاع شباب المركز في الأعوام ال 12 الماضية من حشد الالاف من أبناء المدينة مسلمين ومسيحين في جو احتفالي مميز، وبحضور رجال الدين من جميع الكنائس وبتمويل خاص من المؤسسات المقدسية ورجال الاعمال. حفل اضاءة الشجرة سيقام هذا العام في يوم الاحد 12.12.2021 أي ثلاثة أيام قبل بدء البازار الميلادي التهويدي، مع العلم أيضا ان الغرفة التجارية في القدس قد طرحت عطاء لإقامة بازار ميلادي يرافق هذه الفترة (على غرار ما تم عمله من حملة "أبواب الخريف" في شهر10)، وأيضا سيكون هنالك بازار وحفل اضاءة شجرة في مركز النوتردام في اليومين القادمين... يعني حضور مقدسي لافت. السؤال الذي يطرح نفسه: اذا كان هنالك مقدرة مقدسية على الصمود من خلال اثبات وجودنا في إقامة هذه البازارات والاحتفالات الميلادية، لماذا نحتاج الى بازار ميلادي آخر تفرضه البلدية؟ سؤال اتركه لك عزيزي القارئ.
. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر:

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *