"تفاصيل ترفع الرأس".. هكذا واجه المقدسيّ رامي الفاخوري وزوجته عملية اعتقالهما
القدس المحتلة - القسطل: طفلان صغيران، أحدهما يبلغ من العمر عام ونصف رأى والده وهو يُضرب ووالدته وهي تصرخ رافضة الذلّ والمهانة وأخته الرضيعة وهي تبكي لا تدري ما الذي يحصل، لكنها تُريد أن تكون في أحضان أمّها. الطفلان هما ابنا الأسير رامي الفاخوري وزوجته إيمان أبو صبيح ابنة الشهيد مصباح أبو صبيح.
فجر اليوم، شنّت مخابرات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في مدينة القدس المحتلة، تركزت في البلدة القديمة، حيث كان من بين المعتقلين الشاب الفاخوري وزوجته “إيمان” وهي أم لطفل (عام ونصف) وطفلة رضيعة (أربعة شهور).
يروي صالح الفاخوري “أبو وائل” لـ”القسطل” تفاصيل ما جرى من اقتحام همجي وتفتيش وتخريب لمنزلهم في البلدة القديمة، واعتداء بالضرب بعدما رفض الزوجان استفزازات عناصر الاحتلال بالتفتيش الجسدي.
يقول “أبو وائل”: “عند الساعة الثالثة فجرًا، سمعت صوتًا عاليًا للباب، دقّ بصورة مزعجة، فتحت الباب، لأجد مجموعة كبيرة من شرطة ومخابرات الاحتلال تقتحم منزلي وتطلب ابني رامي”.
أرادت عناصر الاحتلال أن تقتحم غرفة رامي وزوجته، لكن “أبا وائل” منعهم، لم يراعوا حُرمة البيت. وبعد أن خرج رامي وزوجته، شرعت القوّة بتفتيش الغرفة، ويضيف والده: “لم يفتّشوا، هم جاؤوا من أجل التخريب فقط، صادروا جهاز لابتوب وهواتف، وجُنّ جنونهم حينما رأوا صورة والدها الشهيد مصباح”.
حصلت مناوشات ما بين الطرفين حينما قال أحد الضباط موجهًا حديثه لـ”إيمان” بأن هذا “إرهابي .. مخرّب”، لكنها قالت له بصوت عال وبكل فخر: “هذا والدي”.
أعقب ذلك، احتجاز “إيمان” في غرفة برفقة جنديّتين، سُمعت أصوات صراخها من الخارج، ثار زوجها “رامي” وأثناء محاولة دخوله الغرفة، اعتدى عليه الجنود وضربوه وكبّلوه. حاول العم "أبو وائل" أيضًا وزوجته أن يدخلا، لن عناصر الاحتلال منعوهما من ذلك أيضًا ودفعوهما.
حاولت المجنّدتان تفتيش "إيمان" تفتيشًا جسديًا عاريًا وهذا ما رفضته بشكل قطعي، وقاومت المجندتين، ما أدى لاعتقالها.
“كل هذا حصل أمام عينيْ طفلها الذي كان يبكي وأنا أحمله وأحاول أن أهدّيه، وأخته الصغيرة الرّضيعة التي لا تعرف ما الذي يحصل”، يقول “أبو وائل”.
ويبين لـ”القسطل” أن عناصر الاحتلال اقتادت ابنه رامي وزوجته إيمان أمام طفلهما، لأحد مراكز التحقيق في المدينة، وحتى الآن (ساعة إعداد الخبر 10:30)، لا يعرفون ما الذي حصل معهما، وأن ابنتهما الرضيعة بكت ساعتين دون قدرة الأهل على إسكاتها، فهي تحتاج والدتها.
يقول والد الفاخوري: "خائفون جدًا على ابن رامي من أن يكون لما حصل آثار نفسية عليه، فهو رأى كل شيء من اقتحام همجي وتفتيش وضرب واعتقال لوالديه".