بيت اكسا.."القرية المعزولة"
القدس المحتلة-القسطل: "القرية المعزولة"، "القرية" المنكوبة" أسماءٌ يطلقها أهالي قرية بيت اكسا عليها، نظرًا للمعاناة التي يعيشها سكانها عقب إقامةِ حاجز عسكري، والذي يفصل بيت اكسا عن محيطها، ويمنعُ دخول من هم من خارج القرية إليها، إلا وفق إجراءات محددة تعتمدُ على "مزاج" جنود الاحتلال.
تقع بيت اكسا إلى الشمال الغربي من مدينة القدس، تبعد عنها بضعة كيلومترات، وكانت مساحة الأراضي فيها تبلغُ 14 ألف دونم، أما اليوم تبلغ تسعة آلاف دونم عقب مصادرة الاحتلال للأراضي فيها.
يُبلغ عدد سكان بيت اكسا في فلسطين أربعة آلاف نسمة، يقطن منهم 2200 مواطن في القرية، في حين أن 800 مواطن يقيمون في مدينة القدس ويحملون هويتها، ومن هم خارج فلسطين يبلغُ عددهم 36 ألف نسمة.
يُحاصر بيت اكسا أربع مستوطنات التهمت من أراضيها مساحات شاسعة، وتعتبر معظم أراضي القرية مصنفة "ج" وفق اتفاقية أوسلو، فيما ما تبقى منها يُصنّف "ب".
كان سكان قرية بيت اكسا في السابق يعملون في مجال الزراعة، لكن بعد مصادرة أراضيهم لصالح المستوطنات، توجه معظمهم للعمل في المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، لكنّ معاناة السكان لم تنتهِ هنا.
في عام 2008 أقام جيش الاحتلال حاجزًا على مدخل قرية بيت اكسا، ليفصلها عن محيطها، ويُصبحَ الوصول إلى العاصمةِ يستغرقُ وقتًا طويلًا، إضافة للمعاناة التي يُسببها لكل أفراد القرية، والتي لا تقتصر فقط على التفتيش والاحتجاز.
ما أن تصل المركبات والحافلات إلى مدخل القرية، حتى تتجه الأعينُ صوب الحاجز العسكري، والذي يتعمّد جنود الاحتلال في كثير من الأحيان نصبَ حاجزٍ يستمرُ لساعات، ما يتسبب بتأخر الموظفين وطلبة الجامعات ويعيق وصولهم.
يقتصر دخول قرية بيت اكسا على سكانها فقط، وفقا لمكان الإقامة في الهوية الشخصية، أما الضيوف الذين يرغبون بزيارة أحد أبناء القرية، فيتطلب التواصل مع أعضاء بلدية بيت اكسا، والذي يضطرون للتوجه إلى الحاجز وانتظار الضيف واصطحابه للقرية في حال موافقة الجندي الإسرائيلي.
يقول رئيس مجلس قروي قرية بيت اكسا سعادة الخطيب لـ"القسطل" إن معاناة الدخول إلى القرية تشمل كل مناحي الحياة، في الأفراح والأتراح، ويضطر عددًا من الشبان إلى إقامة حفل الغداء مرتين، في حال عدم موافقة جنود الاحتلال دخول الضيوف إلى القرية، بذرائع واهية.
ويضيف أن السيدات من خارج القرية والمتزوجات في بيت اكسا، تواجه عائلاتهنّ مشاكل كثيرة عند زيارة بناتهنّ، إضافة إلى أن جنود الاحتلال يمنعون الخروج من القرية بعد الساعة العاشرة مساءً.
دخول المواد التموينية تخضع أيضا للراقبة والموافقة، فيسمح الاحتلال بدخول شركات تعبئة الغاز مرتين في الأسبوع وبما لا يتجاوز 40 اسطوانة، كما أنه يمنع في أحيان كثيرة دخول المواد إذا كانت بكميات كبيرة.
وأشار الخطيب إلى أن الاحتلال يمارس الانتهاكات بحق سكان القرية بهدف تهجيرهم، إلا أن أهلها صامدون ومتمسكون بأراضيهم.
. . .