كورونا: القشة التي قصمت ظهر تجار القدس

كورونا: القشة التي قصمت ظهر تجار القدس
القدس المحتلة - القسطل: منذ 60 يومًا لم يفتح التاجر خالد الصاحب محله التجاري الموجود في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، بسبب تضييقات الاحتلال على التجار عقب انتشار فيروس كورونا. يخبرنا في القسطل أن وضع أصحاب المحال التجارية في البلدة القديمة يختلف تمامًا عن باقي المناطق، فالأمر لا يتعلق بأزمة كورونا فقط بل يرتبط بالاستيطان وبقضايا سياسية واقتصادية واجتماعية. وتابع أن البلدة القديمة في القدس مستهدفة من قبل انتشار الفيروس، مضيفًا، "عندما يتحدثون عن مصطلح "مؤامرة كورونا" قد لا يكون صحيحًا ولكن في القدس المؤامرة صحيحة لأن المؤامرات على سوق القدس كانت قبل كورونا وزادت بعدها". وقال الصاحب إن الاحتلال الإسرائيلي يعمل على تهويد وتفريغ السوق، وإدخال المستوطنين له وإخراج الفلسطينيين منه منذ انتفاضة 2000 أي قبل 20 عامًا، ويستغل الأزمة الحالية لإرهاق التجار أكثر وأكثر وبالتالي ينفذ مخططاته.
"البلدة القديمة في القدس مستهدفة من قبل انتشار فيروس كورونا"
ويعتمد جزء كبير من أصحاب المحال التجارية في القدس المحتلة على الزوار المحليين والسياحة الدينية التي توقفت منذ بدء أزمة كورونا ما أدى إلى توقف مصدر الدخل الأساسي لهم وبالتالي تراكم الديون عليهم. وأشار الصاحب إلى أن البلدة القديمة منذ سنوات تعاني من تشديدات على الناس الداخلين على القدس، مثل العمر، والجنس، والمنطقة الجغرافية، واليوم، هناك تشديدات إضافية بعد كورونا. وأوضح أن الكساد في البلدة القديمة كان بحدود 30% إلا أنه بعد أزمة كورونا زاد بشكل واضح، وأصبح التجار يعملون بنسبة 7-10% فقط من طاقة العمل، لأن المحال المفتوحة حاليًا هي المحلات الغذائية أو الصيدليات، وهذه نسبة قليلة جداً، لأن سوق القدس يحوي محلات عدة كمحلات الملابس، وعطور، وغيرها. "الوضع السيء بدأ في سوق القدس منذ أكتوبر/ 2015 منذ أيام أحداث الأقصى والاغلاقات والبوابات، وكورونا كانت الضربة القاضية بالنسبة لنا، لا يوجد أي يد مساعدة من السلطة الفلسطينية لنا كتجار فلسطينيين نعيش في القدس" يقول خالد الصاحب. بدوره قال زياد الحموري مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية إن الأمور التجارية في القدس من بعد أوسلو سيئة جدًا، فالقدس منطقة محاصرة تقطعت أوصالها عن الضفة الغربية وقطاع غزة، في البداية كان هناك حواجز لكن بعدها تطورت الأمور، وبني الجدار العنصري، وهذا أيضًا أبعد جزءًا من المقدسيين عن أنفسهم الذين يقعون خلف الجدار. وتابع خلال حديثه مع القسطل، أن "القطاع التجاري أصبح محاصرًا، وبدأت أزمة القطاع الاقتصادي تتفاقم عامًا بعد عام إلى أن وصلت كورونا وزادت الأزمة بشكل كبير وكانت الكورونا "القشة التي قصمت ظهر البعير". وأوضح أن كورونا أثرت سلبًا بمجالات كثيرة على القدس، بسبب الضغوطات الهائلة التي يتعرض لها أهل القدس داخل البلدة القديمة وليس فقط القطاع التجاري، بل شملت السكان أيضًا، فأي شخص يسكن داخل البلدة القديمة يعيش في تعقيدات كثيرة. وذكر الحموري أنه وبعد مرور 7-8 أشهر عن بداية الأزمة، أصبح عدد المحلات التجارية المغلقة في القدس يزيد عن 800 محل معظمها من المحال التي لها علاقة بالسياحة، فيما بلغ عدد المحلات المغلقة قبل كورونا من 300-350 محل بسبب الأزمات الاقتصادية والسياسية وتراكم الضرائب. وقال الحموري إن سلطات الاحتلال لديها مخطط لإبعاد الناس من البلدة القديمة واستبدالهم بمستوطنين، "يريدون أن يكون العرق الذي بداخل البلدة القديمة، "عرق نقي" وفق وصفهم، وفي فترة كورونا استغلوا الأزمة بشكل كبير لتطبيق مخططهم".    
. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: