جمعية المكفوفين العرب..إبداع في مواجهة الصعوبات
القدس المحتلة-القسطل: في صبيحة كل يوم، يخرج المقدسي طاهر عودة إلى عمله في جمعية المكفوفين العرب بالبلدة القديمة في القدس المحتلة، متلمسًا طريقه بعصاه، ومعتمدًا على بصيرة قلبه لا بصره الذي فقده قبل ثلاثين عاما، لتكون الجمعية البيت الدافئ للمكفوفين.
تأسست جمعية المكفوفين العرب في القدس المحتلة عام 1932 على يد مجموعة من المكفوفين، لتكون مقرا لهم، ومكانا يقتاتون منه لقمة عيشهم. وكان من ضمن المبادرين لتأسيسها المقدسي صبحي طاهر الدجاني، الذي فقد بصره في طفولته نتيجة التهاب السحايا.
تُعنى الجمعية بالمكفوفين وتحرص على الاهتمام بهم وتوفير كل ما يلزمهم من عصيّ وساعات والقرآن الكريم بطريقة "البريل"، إضافة إلى تأهيلهم مهنيا، وكذلك تُقدم لهم المساعدات وفق الامكانيات المتاحة لهم، وفق ما أفادت به رئيسة الجمعية نادرة بزبز.
وقالت نادرة لـ"القسطل" إن الجمعية تعتبر الحضن الدافئ للمكفوفين، إذ يتواجدون فيها بشكل مستمر، وهم قادرون على الانتاج والابداع ومواجهة الصعوبات، والتحرك بحرية والاعتماد على أنفسهم، وهم بذلك يؤكدون أنهم أشخاص فاعلون، ولهم بصمة في المجتمع.
وأضافت أن الجمعية هي أول من طبع نسخة من القرآن الكريم للمكفوفين في فلسطين، وأول من أدخل لغة المكفوفين.
وأشارت إلى أن الجمعية تعتبر من أعرق الجمعيات الخاصة بالمكفوفين، والمكان الذي يجمعهم، ومن بين أعضاء الجميعة والمنتمين لها أساتذة جامعات، وأئمة مساجد، وهؤلاء لهم مكانتهم بالمجتمع ولهم بصمة مهمة.
بدوره، يقول طاهر عودة أحد أعضاء جمعية المكفوفين:"بعمر السابعة عشرة التحقت بالجمعية، وكنت أحد المتدربين فيها، انتميت لها، وأصبحت أعمل فيها، أخرج من بيتي منذ الصباح لأكسب لقمة عيشي".
وفي حديثه لـ"القسطل"، يشير عودة إلى أن الجمعية كانت سببا في اتخاذه القرار الخروج من المنزل، وتحدي كل الصعوبات، ووفرت له العمل الذي يحبه ويعمل به منذ سنوات طويلة، ليكون مثل أي شخص مبصر.
بين الآلات والأدوات يتنقل عودة بحرية، ويتناول كل ما يريد من مكانه الصحيح، ويواصل عمله بالجمعية في صناعة المكانس، التي تباع في أسواق الضفة الغربية والقدس المحتلة.
. . .