ورد وقيس الغول.. شقيقان مقدسيان دمر الاحتلال أحلامهما

ورد وقيس الغول.. شقيقان مقدسيان دمر الاحتلال أحلامهما
القدس المحتلة- القسطل: ورد، وقيس، شقيقان مقدسيان كانا يحلمان ويخططان لبناء مستقبلهما، لكنهما لم يعلما أن كل شيء سيتدمر ويتحوّل إلى سراب؛ بسبب قرارات الاحتلال الجائرة وزجّهما في سجونه التي لا تصلح للعيش الآدمي. ورد الغول (23 عاماً)، اعتُقل فجر الثامن عشر من كانون ثاني/يناير الماضي، أما شقيقه قيس (17 عاماً)، اعتُقل الساعة الحادية عشرة ليلاً في التاسع من شهر شباط/فبراير الجاري، وهما من حي رأس العامود ببلدة سلوان. ورد شابٌ مقدسي، نشأ وترعرع خارج فلسطين منذ الطفولة، حصل على شهادة البكالوريوس في القانون من إحدى جامعات الأردن، وعاد إلى القدس في شهر نيسان/أبريل الماضي، ليُكمل دراسته العليا في جامعة بيرزيت. "من الغُربة إلى الزنازين".. تروي شقيقتهما تيماء الغول التفاصيل لـ "القسطل" وتقول: "عندما اعتقلت قوات الاحتلال شقيقي الأكبر ورد، دخلوا إلى منزل عائلتي، وقاموا بتسليمنا ورقتي "أمر مصادرة وتفتيش"، الأولى لورد، والثانية لقيس". وتتابع متألّمة "طلبوا هاتفهما الشخصيين من أجل تفتيشهما، وتحدّث معهما ضابط المخابرات بسخريةٍ كبيرة واستهزاء، وبطريقةٍ مؤذية، وعندما رفض قيس تسليمه الهاتف أصبح يهدد بتكسير وتحطيم المنزل". وتُبيّن الغول أن عناصر من "الشاباك" قامت باعتقال شقيقها ورد دون تسليمه أمر اعتقال، وأنهم قاموا بتمزيق ورقتي "المصادرة والتفتيش" قبل مغادرة المكان. وفي ذات الليلة الأليمة، وصلت العائلة أنباء عن تحوّيل نجلها ورد إلى زنازين مركز توقيف "المسكوبية" غربي القدس المحتلة، ليزداد قلق العائلة وخوفها على نجلها الذي لم يكن اعتقاله متوقعاً بتاتاً، فهو طالب دراسات عليا في جامعة بيرزيت ويقضي معظم وقته في التخطيط لمستقبله. منذ 26 يوماً وحتى اللحظة، تحتجز سلطات الاحتلال ورد في غرف التحقيق، وفي زنزانة انفرادية في “المسكوبية”، مساحتها متر في متر، ولا مقومات للحياة فيها، ولم تكتفِ بذلك، بل حرمته الأسبوع الماضي من زيارة محاميه وعائلته حتى يوم الأربعاء الماضي. "طوال الوقت يدّعون أن الملف سري، أو "شُبهة".. يوم الخميس الماضي كانت محاكمته، كان وضعه صعباً جداً، ولم يكن بأحسن ظروف.. هذا الاعتقال لم يكن متوقعاً بتاتاً، وكان صدمة كبيرة لنا.. ورد شاب يقضي جميع وقته في الدراسة والأبحاث". تصمتُ قليلاً، ثمّ تستكمل حديثها بغصّة وألم: "تعرَّض ورد لتحقيقاتٍ قاسية وطويلة، تجاوزت الـ 19 ساعة، يقومون بالمماطلة وكل الوقت يحاولون الضغط عليه، لكنه ينكر كافة التُهم الموجهة إليه.. تأجّلت محاكمته حتى يوم الإثنين.. الله هو من يصبره ويقويه". اختطافٌ دون تبليغ ليلة الأربعاء الماضي أي قبل محكمة ورد بساعاتٍ قليلة، حصل ما لم يكن متوقعاً، كان شقيقه الأصغر "قيس" الذي لم يتجاوز عمره الـ 17 عاماً يجلس مع أصدقائه في إحدى المركبات، وفي حينها اقتحمت عناصر من شرطة الاحتلال الحي، وطلبت منهم بطاقاتهم الشخصية من أجل فحصها. تقول الغول لـ "القسطل" بنبرةٍ حزينة: "عندما فحصوا هوية شقيقي قيس أخبروه أنه مطلوب، وقاموا باعتقاله دون معرفة والدتي أو معرفتنا بذلك.. أخبرتنا والدة أحد أصدقائه أن الشرطي قام بإعطائه الهاتف للحديث مع أحد، ومن ثُمّ أخبروه أنه مطلوب". وعقب ساعتين من اعتقاله، اتصل أحد عناصر الاحتلال بوالدته وأخبرها أن قيس معتُقل دون تحديد مكان تواجده، فطالبته بتسليمها أمر اعتقال؛ لأنه قاصر ولم يتجاوز الـ 17 عاماً. "ورقة مطبوعة باسمه على رقم والدته عبر تطبيق "واتس آب"، هذا ما اكتفت سلطات الاحتلال بإرساله لعائلة قيس عقب اعتقاله ليلاً دون تبليغهم. تصفُ شقيقته ظروف اعتقاله وتردد: "احتجزوه في زنازين "المسكوبية".. زنزانة متر بمتر.. تفتقر لمقومات الحياة اليومية.. يعرف الوقت من خلال الطعام الذي يُقدم له أو خلال التحقيق.. قيس ما زال صغيراً على أن يُفكر أو يهمل هم شقيقه الأكبر". وتشير إلى أن سلطات الاحتلال أحضرت شقيقها قيس إلى المحكمة يوم الخميس، ومن ثُمّ مددت اعتقاله حتى يوم الأحد القادم، مؤكدة أن هذه المرة الثالثة التي يُزجّ فيها شقيقها القاصر في الأسر. أحلامٌ مدمرة ومصيرٌ مجهول قلق، خوف وانتظار، هكذا تمرّ أيام عائلة الغول وهم جميعاً ينتظرون لحظةً بلحظةً محاكمة كل من ورد وقيس، ويفكرون في "المصير المجهول" الذي ستتخذه سلطات الاحتلال بحقهما. أحلامٌ كثيرة حلما بها، وخططٌ عديدة رسماها بمخيلتهما عسى أن توفقهما الأيام لتحوّيلها إلى واقع، لكنه الاحتلال الظالم، يُحطم الأحلام قبل أن تتحقق. تقول الغول إن "قيس كان يحلم بالحصول على شهادة الثانوية العامة "البجروت"، عقب تقديم امتحانيه الأخيرين في شهر أيار/مايو القادم، وكان يُخطط لمستقبله ولدخول الجامعة". وتضيف: "أما ورد كان ينتظر امتحاناته النهائية في جامعة بيرزيت..7 أشهر أمضاها في وطنه ومدينته بعد غُربةٍ طويلة، يحاول خلالها التأقلم على المكان، وبناء حياته وترتيب مستقبله، إلّا أن الاحتلال دمر كل شيء بلحظةٍ واحدة". وبحرقةٍ وألم، وقوّة وصبر اختتمت الغول حديثها مع "القسطل" مرددة: "نحن نحاول أن نكون بخير.. لكن لا نحن ولا هما بخير.. ورد وقيس ضحية لظلم الاحتلال.. الموضوع مجهول ولا نعلم ماذا سيحدث.. ننتظر محاكمة قيس يوم الأحد، وورد يوم الإثنين".  
. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: