مخططٌ استيطاني يفصلُ القدس عن جنوب الضفة
القدس المحتلة-القسطل: تسعى سلطات الاحتلال بكل الطرق للسيطرة على المناطق الفارغة في مدينة القدس المحتلة، لبناء المستوطنات والمشاريع الإسرائيلية، في سبيل تهويد القدس والسيطرة عليها، أخر هذه المخططات الإسرائيلية بناء وحدات استيطانية في بلدة بيت صفافا جنوبي العاصمة المحتلة، ليكتمل الطوق الاستيطاني من حولها، ويفصل القدس عن جنوب الضفة الغربية.
طرحت سلطات الاحتلال مؤخرا عطاءات لبناء 1257 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "جفعات هماتوس" المقامة على أراضي بلدة بيت صفافا، وهي المنطقة الوحيدة الفارغة في البلدة، وكانت تشكل المتنفس الوحيد للسكان من أجل التمدد والتوسع العمراني.
يقول رئيس اللجنة الهندسية في بيت صفافا عبد الكريم لافي في حديث مع "القسطل" إن قبل نحو عشرين عاما، أقامت سلطات الاحتلال في منطقة طباليا، وهي ما تبقى فيها من أراضٍ فارغة في بلدة بيت صفافا، كرفانات واستقدمت مستوطنين روسيين وأثيوبيين للسكن فيها.
يتابع لافي أن سلطات الاحتلال وضعت حجر أساس تمهيدا للسيطرة عليها، وبناء مخطط استيطاني أطلق عليه اسم "جفعات هماتوس"، وتعني "طلة الطيار" نسبة لطيار "إسرائيلي" سقط فيها عام 1967.
وأضاف أن خلافا وقع بين المستوطنين الذين سيطروا على منطقة طباليا، ما أدى لرحيلهم وخروجهم منها، لتصادق سلطات الاحتلال عام 2011 على إقامة مستوطنة "جفعات هماتوس".
وأشار إلى أن "إسرائيل" لم تجرؤ على طرح وحدات استيطانية فيها، حتى أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب القدس "عاصمة لإسرائيل".
وأوضح أن سلطات الاحتلال تعمل بشكل متسارع للبدء في هذا المشروع الاستيطاني، وتسعى لوضع حجر الأساس فيها قبل رحيل ترمب.
وبيّن أن "إسرائيل" تنوي بناء ما يقارب 1200 وحدة استيطانية في مستوطنة "جفعات هماتوس"، وكل وحدة سكنية تشمل من أربعة لثمانية طوابق.
يقول لافي:"إن الاحتلال منح "الإسرائيليين" مناطق ومبانٍ للسكن، في الوقت الذي يسلب المقدسيين في بيت صفافا أراضيهم ويمنعهم من البناء فيها، وطباليا هي المنطقة الوحيدة الفارغة في البلدة ويمكن للسكان البناء فيها".
وأضاف أن سلطات الاحتلال في كل مستوطنة تبنيها تصادر أراضٍ من البلدات الفلسطينية، لشق شوارع استيطانية.
وأردف أن بإقامة هذا المخطط الاستيطاني "جفعات هماتوس" يكتمل الطوق الاستيطاني حول بيت صفافا، لتحاصرها المستوطنات من جميع الجهات.
وأشار إلى أن هذا المخطط "الإسرائيلي" يفصل مدينة القدس المحتلة عن بيت لحم جنوب الضفة الغربية، إذ تبعدُ بلدة بيت صفافا عن المسجد الأقصى 7 كيلو مترا، وعن كنيسة المهد في بيت لحم ما يقارب 8 كيلو مترا.
وأوضح أن أقامة هذه المستوطنة سيقوّض حل الدولتين من ناحية سياسية، ويحول دون إقامة دولة فلسطينية.
. . .