والدة الـشـهيـد نـور شـقيـر .. "أزفّه بالجنّة عريس"

والدة الـشـهيـد نـور شـقيـر .. "أزفّه بالجنّة عريس"

القدس المحتلة - القسطل: عند الثالثة عصرًا، سُمع دويّ إطلاق نار في محيط حاجز الزعيم، الواقع شرقي مدينة القدس المحتلة، وإذ بشاب مُضرّج بدمائه ملقى على الأرض بجانب مركبته، ما هي إلّا ساعات قليلة حتى أُعلن عن استشهاده، ذاك كان الشاب “طيّب القلب” كما تقول والدته، نور جمال شقير.

نور كان عائدًا من عمله متوجّهًا إلى بلدته سلوان مرورًا بحاجز الزعيم، حيث أطلق جنود الاحتلال النار عليه وقتلوه بدم بارد. أُغلق الحاجز بشكل كامل، حتى وصلت طواقم الإسعاف التابعة للاحتلال التي نقلت نور إلى مشفى “هداسا” الإسرائيلي، والذي أعلن لاحقًا عن استشهاده متأثّرًا بإصابته.

يخيّم الحزن والصمت على بيت عائلة الشهيد شقير، الذي سرق الاحتلال فرحتهم بـ”نور” الذي كانت والدته تنوي أن تخطِب له، وقد كان موضوع حديثهما قبل يوم من استشهاده. تقول والدته لـ”القسطل” والدّموع لا تفارق وجهها: “كنت أتحدّث معه عن الخطبة، وقلت له سأخطب لك، فردّ علي: “آه يما دوريلي على عروس”. وتضيف: “لا فرحت فيه ولا خطّبته”.

تبين والدته أنه كان عائدًا من عمله، وأنهم قتلوه بدم بارد، ظُلمًا، مردّدة على مسمعنا: “ظلم القتل، وحياة الله ظلم القتل، ابني ظلم انقتل”. وعن صفاته أشارت إلى أنه طيب القلب، لا يؤذي أحدًا، يحُب الخير لجميع الناس، للغريب والقريب.

“هدول ظلام، حسبي الله ونعم الوكيل عليهم، الله يحرق قلبهم، متل ما حرقوا قلبي“، تلك كلمات الأم المكلومة التي حُرمت من نجلها وكانت تردّد دائمًا على مسمعِه كلّما غادر المنزل أو عاد إليه “الله يرضى عليك يمّا”، ثم قالت: “أزفه بالجنة عريس يا رب”.

معاناة العائلة بدأت منذ سنوات ..

عام 2013 اعتقلت قوات الاحتلال شقيقيْ الشهيد نور وهما؛ جلال ويحيى، وأصدر الاحتلال حكمًا بالسجن الفعلي عليهما لمدة 26 شهرًا، كما فرض على كل منهما غرامة مالية بقيمة عشرة آلاف شيقل، بحسب لجنة أهالي الأسرى المقدسيين.

وفي العام 2014 تم اعتقال والد الشهيد “جمال” أثناء تواجده في سجن “إيشل” في بئر السبع لزيارة نجليه الأسيرين يحيى وجلال، ثم أفرج عنه لاحقًا بشروط مجحفة.

يقول رئيس اللجنة أمجد أبو عصب إن الاحتلال ومنذ سنوات طويلة يساومه للتخلي عن منزله في حي واد الربابة الملاصق للمسجد الأقصى المبارك، من خلال التضييق المستمر عليه، فأرسل له السماسرة والعملاء من أجل خداعه وتسريب المنزل للجمعيات الاستيطانية، فرفض كل العروض والإغراءات وتصدى بحزم لكل التهديدات.

ويضيف أن الاحتلال استهدف أمس ابنه وفلذة كبده “نور” الذي أمطر الجنود بالرصاص الحي عند حاجز زعيم ليرتقي شهـيـدًا.

شقيق الشهيد، "يحيى" الذي بدا عليه الحزن الشديد، ولم يتمالك نفسه وبكى لقتل أخيه بدم بارد على يد جنود الاحتلال قال لـ"القسطل": "نحن لا نريد شيئًا، نُريد أن نراه ونشتم رائحته ونقبّله".

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: