"وحلُ التطبيع" .. وفودٌ عربية تنوي اقتحام الأقصى من بوابة الاحتلال

"وحلُ التطبيع" .. وفودٌ عربية تنوي اقتحام الأقصى من بوابة الاحتلال

القدس المحتلة - القسطل: أكدت مصادر إعلامية أن الوفد البحريني الذي وصل فلسطين المحتلة، ينوي اقتحام المسجد الأقصى من “باب المغاربة” بحماية شرطة الاحتلال.

وسبق أن اقتحمت عدّة وفود عربية المسجد الأقصى المبارك خلال الشهور الماضية من أبواب مختلفة، وسط تواجد عناصر من شرطة الاحتلال في محيطهم، وقوبل بعضهم بالطرد من قبل الشبان الفلسطينيين الذين كانوا يتواجدون في الأقصى، واعتقلت شرطة الاحتلال بعضهم وأبعدتهم عن المسجد.

زيارة الأقصى من خلال بوابة الاحتلال هي محاولة من أجل تقويض دور الأوقاف الإسلامية

عضو مجلس الأوقاف الإسلامية حاتم عبد القادر يُفيد بأنه خلال الجلسة الأخيرة للمجلس تم التأكيد على أن المسجد الأقصى متاح للعرب والمسلمين للزيارة والصلاة، شريطة أن يدخلوا من البوابة الشرعية وهي الأوقاف الإسلامية.

ويضيف لـ”القسطل” أن أي زيارة تتم خارج هذا الإطار أو من خلال شرطة الاحتلال فهي مرفوضة، ولا تختلف عن اقتحام أي مستوطن للمسجد الأقصى، لأن دخولهم من خلال الاحتلال يعني اعتراف به، واعتراف بالقوة القائمة بالاحتلال في المسجد. ويقول: “هذا أمر كارثي وغير مقبول بالنسبة لنا، وأن أي عربي أو مسلم يأتي من خلال الاحتلال فنحن غير مسؤولين عنه ولا حتى عن سلامته".

ويشير إلى أن هؤلاء عندما يدخلون من خلال الاحتلال فهم يتساوقون مع "الرواية الإسرائيلية" بخصوص المسجد الأقصى، وهذا يمس بالعقيدة والحقائق التاريخية والدينية حول أحقية المسلمين في المسجد الأقصى.

ويؤكد أن دخول بعض العرب والوفود الرسمية العربية للمسجد الأقصى بتنسيق مع الاحتلال ومن خلاله، يُضعف موقف الأوقاف، وهذا يصب في مصلحة الاحتلال في فرض مزيد من الوقائع على الأرض في المسجد، كما أنه محاولة لتقويض أو حتى مصادرة دور الأوقاف الإسلامية كجهة شرعية وكجهة لها صلاحية إدارة المسجد الأقصى.

يقول الباحث والمختص في شؤون القدس، زياد ابحيص إن اقتحام “صهاينة العرب” للأقصى لا تنحصر إدانته في الباب الذي يدخل منه المقتحمون، بل هو اقتحام يجب مواجهته لأنه يأتي على أساس “اتفاق أبراهام”، الذي يعتبر السيادة الصهيونية على الأقصى شرعية وأبدية، ويعيد تعريف الأقصى باعتباره المسجد القبلي وحده، ويقبل تحويل الأقصى إلى مساحة صلاة مشتركة بين المسلمين واليهود، ويضفي المشروعية على اعتقال المرابطين وإبعادهم عن الأقصى.

ويضيف لـ”القسطل” أن "هناك من يريد أن يجرّنا إلى خلاف على التكتيك، وكأن دخول المقتحمين العرب من بقية الأبواب يصبح شرعياً ومقبولاً إن حصل، وكأن الخلاف هو حول من له "الحق الحصري" في تقديم خدمة التطبيع للمحتل، فإن كانت عبر البوابة الأردنية أو الفلسطينية فنعم بها، لكن لا نقبلها إن لم تكن عبرنا!".

ويؤكد أن كل دخول عربي للأقصى على أساس "اتفاق أبراهام" هو اقتحام يُعين الصهاينة على طمس هوية الأقصى، ومن يُعين المقتحمين العرب على تنفيذه أو تسهيله أو تجميله هو شريك لهم في طمس هوية الأقصى وفي تنفيذ “صفقة القرن” كائناً من كان.

اتفاق رباعي لحماية المُطبّعين

وسائل إعلاميّة عبرية مقرّبة من رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، تناقلت مؤخرًا أنباء عن اتفاق رباعيّ أبرمه ممثلون عن الأردن والسلطة الفلسطينيّة والإمارات والبحرين، يقضي بتوفير الحماية للمطبّعين الذين يرغبون بـ”زيارة” الأقصى من رعايا الإمارات والبحرين.

ونصّ الاتفاق على دخول المطبعين من أبواب الأقصى التي تشرف عليها دائرة الأوقاف الإسلامية التابعة لوزارة الأوقاف في الأردن.

وفي تصريح مقتضب لـ"القسطل"، قال مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس عزام الخطيب: “لم تصلنا أية معلومات رسمية بشأن اتفاق بين الأردن وفلسطين مع البحرين والإمارات يقضي بتأمين وتسوية دخول "الزوار" الإماراتيين والبحرينيين للمسجد الأقصى المبارك”.

القدس الدولية: إن صحّ الاتفاق الرباعيّ لتوفير الحماية لمقتحمي الأقصى من صهاينة العرب، فهذا يعني تنفيذ الأردن والسلطة الفلسطينية حصتهما من صفقة القرن

مؤسسة القدس الدوليّة قالت إن "مشاركة الأردن والسلطة الفلسطينيّة – إنْ صحّت المعلومات – في تسهيل اقتحامات المطبِّعين العرب، وتوفير الحماية لهم، لا تقلّ خطورةً عن التطبيعِ نفسه، واقتحاماتِ هؤلاء المطبّعين؛ لأن رفض اقتحامات صهاينة العرب لا ينبع من البوابة التي يدخلون منها، واعتبارهم مقتحمين ليس مسألة تقنية تفصيلية، بل هو عائد إلى أنهم يدخلون الأقصى على أساس اتفاق "أبراهام" الذي يعترف للاحتلال بسيادة شرعية وولاية دينية على الأقصى، ويعيد تعريف الأقصى باعتباره المسجد القبلي ذا القبة الرصاصية فقط، ويعتبر ساحاته مفتوحة لصلاة اليهود".

وأكدت في بيان لها، أن الاتفاق يُضفي المشروعية على اعتقال المرابطين وإبعادهم، وأن السماح بدخول المطبّعين كأي "زوار" إلى الأقصى هو شراكة وتواطؤ في قبول كل هذه الشروط، وتحايل مرفوض على وعي المقدسيين والفلسطينيين وكل العرب والمسلمين.

وطالبت "القدس الدولية" الأردن والسلطة الفلسطينيّة بتقديم كل ما يلزم من إثباتات تؤكد نفي مشاركتهما في توفير حماية للمطبعين الذين يقتحمون المسجد الأقصى.

وأضافت أن تسهيل اقتحامات المطبّعين للمسجد الأقصى، هو تنفيذ عمليّ مباشر لصفقة القرن التي نصّت على إعطاء الأردن دورَ المروِّج سياحيًّا للمسجد الأقصى في الإقليم. وإذا كانت مَهمةُ تغييرِ حقيقةِ الأقصى بحدوده ومعالمه وقدسيّته وحصريّة الحقّ العربيّ الإسلاميّ فيه، وتعريفُه من جديد وفق ما جاء في الصفقة، قد أُوكلَت إلى الدول التي سارتْ في ركبِ التطبيعِ مؤخرًا، فإنّ مَهمة تنفيذ هذا التعريف الجديد المزيَّف تكون قد أوكِلت للجهات المباشرة المعنية بشأن الأقصى، أي الأردن والسلطة الفلسطينية، وبناء على هذا التحليل نقرأ أيّ تسهيل لاقتحامات المطبعين للأقصى، ونأمل من الأردن والسلطة الفلسطينية أنْ يكونوا متنبهين لخطورة هذا الأمر.

وأشارت إلى أنه من المتوقع أنْ يستعين الأردن والسلطة الفلسطينية بأطرافٍ فلسطينيّة لتوفير الحماية للمطبعين الذين يقتحمون الأقصى، سواء كان هؤلاء ممن يتبعون فصائل فلسطينيّة تدور في فلك السلطة الفلسطينية، أو كانوا من حرّاس المسجد الأقصى، أو فلسطينيّين آخرين يُؤتَى بهم لهذه المهمة التي يصعبُ أن تقوم بها قوات الاحتلال دائمًا، لأنّ المطبعين ودولهم لا يرغبون بالظهور في مشهدِ المحتمي بشرطة الاحتلال للدخول إلى الأقصى؛ فهذا يحرجهم في ظلّ الإجراءات والقيود الجائرة التي تفرضها سلطات الاحتلال على روّاد الأقصى من الفلسطينيين.

وأهابت المؤسسة بحراس المسجد الأقصى، وكلّ الشعب الفلسطينيّ، بأنْ يتعاملوا معَ مَهمة توفير الحماية للمطبعين الذين يقتحمون الأقصى على أنها عَمالة للاحتلال الإسرائيلي، وخيانة لمسرى رسول الله عليه السلام.

ودعت "القدس الدولية" المقدسيين وحراس الأقصى وكلّ الفلسطينيين ممن يستطيعون الوصول إلى المسجد الأقصى، إلى التعامل مع المطبعين العرب الذين يقتحمون الأقصى بالأسلوب نفسه الذي يتعاملون فيه مع المقتحمين المعتدين من المستوطنين اليهود، فهؤلاء يجب أنْ يُطرَدوا مذلولين خاسئين، مع ضرورة توثيق طردهم ليعلم العالمُ بأسرِه أنّ طُهرَ الأقصى لا يستقبلُ مطبعين خائنين.

كما دعت الهيئات المقدسية وكلّ الشخصيات الفاعلة والشرائح المختلفة في القدس إلى إصدار مواقف تؤكد التعامل مع المطبعين على أنهم مقتحمون وليسوا زوّارًا، وتتبرّأ من كلّ فلسطينيّ وغير فلسطيني يتجرّأ على توفير الحماية لهم، وتسهيل اقتحامهم.

ودعت الهيئات العلمائية والمؤسسات العاملة للقدس في أمتنا إلى مواجهة خطر الاختراقِ الداخليّ الخطير المتمثل بالمطبعين، وتعرية سلوكهم الخيانيّ، ودعم من يتصدّى لهم في المسجدِ الأقصى المبارك.

يذكر أن الإمارات والبحرين وقّعتا في الـ15 من شهر أيلول/ سبتمبر الماضي اتفاقيتي تطبيع كامل للعلاقات مع الاحتلال في خطوة اعتبرها الفلسطينيون "طعنة في الظهر وخيانة للقضية الفلسطينية".

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: