اُعتقل طفلًا.. الأسير منذر خليل يفتقد الأقصى ودميته
القدس المحتلة - القسطل: يظل الأسير منذر خليل يطلب من عائلته صورًا لغرفته وسريره، لباب منزلهم في مخيم شعفاط وزقاق الحي الذي شهدت طفولته وغاب عنها منذ 5 سنوات حيث كان عمره 16 عامًا عند اعتقاله من قبل قوات الاحتلال بتهمة محاولة تنفيذه عملية طعن.
يبلغ الأسير منذر الآن (21 عامًا) حيث اعتقل طفلًا، وحكم بالسجن لمدة 11 سنة ودفع غرامة 50 ألفًا، لم تستطع عائلته دفعها حتى اللحظة بسبب انقطاع رواتب الأسرى وفي ظل وضع العائلة الصعب، حيث أن والده يعاني من أمراض تمنعه عن العمل.
تقول والدته للقسطل، "صار زلمة، السنوات التي قضاها في سجون الاحتلال غيرته كثيرًا، تغيّر شكله وصار أكثر نضجًا، تغيرت شخصيته من منذر الطفل إلى شاب ناضج يتحدث بكل ثقة وبلهجة شاب كبير".
ينوي منذر هذه الأيام إكمال تعليمه الجامعي ودراسة تخصص "الاجتماعيات" بعد أن نجح قبل نحو أسبوعين بالثانوية العامة التي قدمها داخل سجون الاحتلال، بعد انقطاعه عن الدراسة منذ لحظة اعتقاله.
تخبرنا والدته "نجاحه في الثانوية العامة كانت فرحة كبيرة للعائلة، ولكنها ناقصة بدونه، كانوا أخوته يبكون فرحًا وحزنًا لأنه ليس معنا (..) لا تمر أعيادنا ككل الناس مكانه يظل فارغًا بيننا".
وعن شخصية منذر تقول والدته إنه كان شخصًا اجتماعيًا ويحب الناس، ومحبوبًا بين أصدقائه، كان يعمل بعد المدرسة في سوق اللحامين في القدس ليوفر مصروفه الشخصي، ليعيل نفسه ويساعد أخوته.
"أكثر ما يفتقده منذر ويتمناه هو شعور مشيه على الإسفلت، يقول لي دائمًا إنه يشتاق للأقصى ولسوق اللحامين الذي عمل به برفقة الشهيد محمد علي المقدام الذي أثر في شخصيته كثيرًا" تقول أم منذر.
لم تتمكن والدة منذر من زيارته منذ شهر شباط/ فبراير بسبب أزمة كورونا لأنها تحمل تصريحًا أمنيًا وليس هوية مقدسية فلا تزوره كعائلات القدس كل أسبوعين مرة.
وتتابع، "نحن لا ننقطع عن زيارته، فإن لم أستطع زيارته أنا، يزوره أخوته وخاصة شقيقه الأصغر منه بعام واحد، يوصل له احتياجاته من ثياب، وسجائر ومصروف له".
صحيح أن منذر الطفل صار رجلًا، وفقًا لوالدته، إلا أن سنوات اعتقاله لم تفقده تعلقه بـ "الدبدوب" الذي كان يحتضنه قبل نومه، ففي كل فرصة يسأل عائلته عن دميته الصغيرة التي كان يمتلكها في طفولته، "من أكثر الأمور التي يحن لها ويشتاق لها هو دبدوبه الصغير ورغم أننا وفرنا له دبدوب آخر عند اعتقاله، إلا أنه ما زال متعلقاً بدبدوب طفولته، ويطلب منا صورًا له كل فترة".
[caption id="attachment_1682" align="aligncenter" width="502"] دمية منذر المفضلة قبل اعتقاله[/caption]
. . .