"زوم زون" مبادرة مقدسية لتسهيل التعليم عن بعد

"زوم زون" مبادرة مقدسية لتسهيل التعليم عن بعد
القدس المحتلة-القسطل: ألقت جائحة كورونا بظلالها على كل القطاعات في مدينة القدس، لينال التعليم نصيبه منها، ويُفرض واقع التعليم عن بعد على طلبة المدارس والجامعات، إلى جانب التعليم الوجاهي، وهو ما دفع جمعية سوار المقدسية لإطلاق مبادرة "زوم زون" التعليمية، لخدمة الطلبة وتوفير كل ما يحتاجونه في دراستهم عن بعد. انطلقت مبادرة "زوم زون" في منتصف شهر تشرين أول/أكتوبر الماضي، من أجل تخفيف وطأة الأزمة التعليمية التي يواجهها طلبة المدارس والجامعات في التعليم عن بعد، في ظل الجائحة. المدير الإداري لجمعية سوار المقدسية منى الباشا تقول في حديث مع "القسطل":"فكرة المبادرة بدأت في شهر حزيران الماضي، عقب الإغلاق الذي فرضته سلطات الاحتلال على المدينة، لتتطور وتنطلق في شهر أكتوبر، وتهدف لمساندة الطلبة في متابعة حصصهم التعليمية عن بعد، من خلال توفير كل ما يلزمهم من أدوات". تضيف الباشا أن الجمعية تعاونت مع "البعثة البابوية" لتوفير عدد من أجهزة الحاسوب والأجهزة المحمولة، كما توفر المبادرة مكاتب معزولة، وإمكانية طباعة الأوراق، والانترنت السريع، ليتم تجاوز المشاكل التي تكون عائقا في عملية التعليم عن بعد في المنازل. وتتابع أن المبادرة أتاحت للعائلات المقدسية حلولا لمشاكل التعليم عن بعد، لا سيما أن منازل المقدسيين بعضها ذات مساحة صغيرة، نتيجة تضييقات الاحتلال وسياسة التهجير التي يتبعها، وكذلك ارتفاع أسعار الإيجار، وهو ما يجعل إمكانية التعليم عن بعد لأكثر من طالب في المنازل صعبا بعض الشيء. وأشارت إلى أنه ليس بإمكان كل عائلة مقدسية شراء جهاز حاسوب لكل طالب من أبنائها، كما استطاعت المبادرة مساعدة الأمهات العاملات اللواتي اضطر بعضهن لمغادرة أعمالهن لمتابعة تعليم أبنائهن، تحديدا ممن هم في المرحلة الابتدائة والثانوية. 100 طالبة وطالبة من المدارس والجامعات تستقبلهم الجمعية في مقرها الكائن في شارع الأصفهاني، لمتابعة حصصهم التعليمية عن بعد واستخدام الأجهزة المحمولة، بشكل مجاني، كما تتيح لمن يرغب من العائلات في أن يشارك أبناؤهم في نشاطات لا منهجية تفريغية بعد انتهاء الحصص المدرسية. وقالت الباشا إن المبادرة تستقبل طلبة من البلدة القديمة، رأس العامود، جبل المكبر، سلوان، الطور، وصور باهر، أم طوبا، بيت صفافا، بيت حنينا، وكفر عقب. مضيفة أن الجمعية تطلع لتطوير المشروع ليشمل 250 طالبا وطالبة. وأردفت أن برامج الجمعية يتم طرحها نتيجة الاحتياج المحلي لها، ولتلائم جميع العائلات المقدسية من كافة المستويات الاقتصادية، أما رسوم البرامج المطروحة فتكون رمزية. جمعية سوار المقدسية تأسست عام 2011، وكانت فكرتها في البداية إنشاء فرقة دبكة لتمثيل فلسطين في العروض والمهرجانات داخل الوطن وخارجه، لتتطور وتطرح البرامج الفنية، ومن ثم طرحت برنامج التعليم المساعد عام 2016، والبرامج المهنية عام 2018. وتعتمد الجمعية على استراتيجية الاكتفاء الذاتي، إذ يتم تمويل معظم البرامج من خلال الرسوم الرمزية التي يتم تحصيلها من المشاركين، إلا أنه في بعض البرامج الضخمة التي تطرحها الجمعية، تلجأ إلى جهات معينة لمساعدتها في تمويله مثل مبادرة "زوم زون". تضييقات الاحتلال في القدس كان لها تأثيرها على الجمعية وعملها، فعند إطلاق النار على شاب فلسطيني وإغلاق المنطقة، أو اندلاع مواجهات، كان يثير الهلع بين صفوف المشاركين، أو يعيق وصولهم إلى الجمعية أو إلى البيت. تقول الباشا:"في كثير من الأحيان كانت المؤسسة تضطر لتأمين المواصلات لطلبة الجمعية، كما أن تكاليف الإيجار المرتفعة في المدينة تعتبر من الصعوبات التي تواجهها الجمعية، نظرا لاعتمادها على استراتيجية الاكتفاء الذاتي".
. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: