ما قصة الفندق الذي استولى عليه المستوطنون في باب الخليل اليوم؟

ما قصة الفندق الذي استولى عليه المستوطنون في باب الخليل اليوم؟
القدس المحتلة- القسطل: اقتحم مستوطنون برفقة شرطة الاحتلال، صباح اليوم الأحد فندق “بترا” في باب الخليل بالقدس المحتلة، واعتدوا على المتواجدين فيه.  وعقب مناوشات ما بين المحامي المقدسي مدحت ديبة وقوات الشرطة، قامت عناصر الاحتلال باعتقاله واقتياده لمركز التحقيق لعدّة ساعات، ومن ثُمّ أفرجت عنه. ولا زال التوتر مستمراً في الفندق حتى ساعات المساء، حيثُ اقتحمت قوات الاحتلال الفندق مرةً أخرى واعتدت على المتواجدين فيه، كما اعتقلت شاباً أثناء تواجده في المكان. وقالت مالكة الفندق بسمة قرش لـ القسطل: "اقتحم المستوطنون صباح اليوم الفندق دون وجه حق ودون وجود قرار من المحكمة، وعندما طلبنا منهم حكم المحكمة لم يسلّمونا إياه". وتابعت أن "المستوطنين مارسوا الزعرنة والحركات الاستفزازية هُنا، وحدثت مناوشات بيننا، وعقب ذلك اقتادتنا عناصر الشرطة إلى مركز "القشلة"، وفي ذات الوقت سمحت للمستوطنين باقتحام الفندق، ولا زالت الأعداد تتزايد حتى هذه اللحظة". ودعت قرش كافة المقدسيين إلى التجمع والتوجه إلى ميدان عمر بن الخطاب بالقدس المحتلة لمساندتهم والحفاظ على العقار من أيدي الجمعيات الاستيطانية. أما المحامي المقدسي مدحت ديبة يقول لـ "القسطل": "أخبرتني مالكة العقار بسمة أن المستوطنين اقتحموا الفندق فجراً من الأبواب السفلية". ويؤكد أن المستأجرين المحميين لهم الحق في إخراج المستوطنين من العقار بالقوّة، حيث لا يوجد لهم أي مبرر بالتواجد داخل العقار. ويُبيّن ديبة أن المستوطنين يدّعون حصولهم على قرار من محكمة "الصلح" التابعة للاحتلال بعد محاكمة دامت أكثر من 20 عامًا. ويضيف: "بعد اطلاعي على قرار المحكمة، فإنه لا يذكر مالكة العقار بسمة قرش وشقيقاتها كأحد المدعي عليهم في هذا القرار، أي أنه غير مُلزم لأصحاب الحقوق الأصليين". ويردف ديبة: "تقدمت بسمة بشكوى للشرطة عن اقتحام الفندق دون وجه حق، خاصةً إذا عدنا للقرار الذي يتذرع به المستوطنون ويُعطي العائلات التي تم صدور قرار بحقها ومن ضمنهم عائلة اسعيد الحق في إخلاء العقار حتى نهاية الشهر الجاري، ولكن المستوطنون قاموا بخطوةٍ استباقية وهي اقتحام العقار قبل انقضاء المدة الممنوحة للسكان، وقبل التوجه إلى دائرة الإجراء والتنفيذ من أجل تنفيذ القرار من قبل مأمور الإجراء". تستأجر عائلة قرش فندق البتراء منذ ستينيات القرن الماضي، وهو مكون من أربع طبقات، ومطل على ميدان عمر بن الخطاب في باب الخليل، وشرفاته تُطل على البلدة القديمة والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة أما فندق الإمبريال يتكون من طابقين وتستأجره عائلة الدجاني منذ العام 1949. وكان الفندقان جزءًا من صفقة تم بموجبها تسريب أراض وعقارات لجمعيات استيطانية من قبل بطريرك الروم الأرثوذكس السابق إيرنيوس عام 2005. أُعلن عن صفقة بيع عقارات تابعة لبطريركية الروم الأرثوذكس بالبلدة القديمة بالقدس لثلاث شركات إسرائيلية تعمل لصالح جمعية عطيرت كوهنيم الاستيطانية، وتتضمن الصفقة تأجير فندقي البتراء والإمبريال وببيت المعظمية في باب حطة بالبلدة القديمة لمدة 99 عامًا. وتشمل الصفقة 22 محلًا تجاريًا تقع في نفس مباني الفنادق وتشرف على ميدان عمر بن الخطاب. وأدت الصفقة في حينه إلى تنحي بطريرك الروم الأرثوذكس السابق إيرنيوس بعد اتهامه بتهريب مستندات وأوراق رسمية من خزينة البطريركية تتعلق بإدانته بصفقات بيع لجهات إسرائيلية. واتضح لاحقًا أن البطريرك إيرنيوس أبرم صفقة باب الخليل لكنه لم يقبض ثمنها، وأن خليفته ثيوفيلوس الثالث، وقّعها وقبض الثمن. وفي مطلع أغسطس/آب عام 2017، أقرت محكمة الاحتلال المركزية قبول دعوى جمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية وإقرار صفقة البيع، ورفض ادعاءات بطريركية الروم الأرثوذكس بأحقيتها بالعقارات. وبيعت العقارات الثلاثة التي شملتها الصفقة بسعر قدره مليون و805 آلاف دولار أميركي فقط.
. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: