عين مالك.. النور الذي أطفأه الاحتلال
القدس المحتلة-القسطل: بعد عشرة شهور من جريمة إطلاق النار على الطفل مالك عيسى (8 سنوات) من بلدة العيسوية بالقدس المحتلة، قررت وحدة التحقيقات مع شرطة الاحتلال إغلاق الملف دون توجيه تهمة لشرطي الاحتلال الذي أطلق رصاصة صوب مالك، ما أدى لفقدان عينه.
في الخامس عشر من شهر شباط الماضي، كان مالك برفقة شقيقاته الثلاث، عائدا من المدرسة لمنزله، ترجل من الباص في المحطة الأخيرة في بلدة العيسوية والتي تبعد عن منزله ما يقارب عشر دقائق.
كانت شرطة الاحتلال تتواجد في البلدة لاعتقال أحد الشبان، لم تندلع في حينها أي مواجهات، وبعد أن أعطى مالك حقيبة المدرسة لشقيقته وعاد إلى مطعم لشراء سندويش، أطلق شرطي الاحتلال رصاصة مطاطية صوب مالك، قبل أن يتذوق طعامه.
أصابت الرصاصة رأس مالك، ليتم نقله إلى المستشفى، ووصفت حالته بالخطيرة، إذ أدت لحدوث نزيف في الدماغ، وكسر بالجمجمة، وأصابت عينه الشمال.
نجى مالك من الموت، لكن قرر الأطباء استئصال عينه المصابة، ليكن وقع الخبر صادما على عائلة مالك. فتحت وحدة التحقيق مع شرطة الاحتلال ملفا في ذات اليوم الذي أصيب به مالك، وأخذت شهادة شهود العيان الذي قالوا إن مالك أصيب برصاصة من شرطة الاحتلال.
خضع الطفل مالك لأربع عمليات جراحية، أخرها كان استئصال عينه، لتنقلب حياته رأسا على عقب، وأصبح حبيس المنزل، يخشى من الخروج خوفا من أي ضرر سيلحق به، ليحرمه الاحتلال من عيش طفولته واللعب أقارنه.
أصبحت كلمة "شرطي" تثير الرعب أمام مالك، وتعيد شريط ذكرياته للجريمة التي وقعت، والتي ما زالت محفورة في ذاكرته.
عند الحديث عن كيفية وقوع الجريمة، يُمثّل مالك كيف كان شرطي الاحتلال يتخذ وضعية إطلاق النار، لتثبت زيف رواية مطلق النار الذي ادّعى أنه كان ينظف سلاحه، ثم أضاف خلال التحقيق أنه ربما أثناء التنظيف خرجت رصاصة لكنها لم تصب مالك، وما سبب له ذلك حجر ما.
عقب ستة أشهر من استئصال عين مالك، وضع له الأطباء عينا زجاجية، لكنه حتى اليوم ما زال يكرر سؤاله متى سيعيد الأطباء له عينه؟
رفض مالك العودة إلى المدرسة، رغم أنه كان من الطلبة المتفوقين، لكن والده استطاع اقناعه بالعودة، وبعد أسبوعين فقط من دوامه المدرسي، تلقى والده اتصالا من المديرة، ليحدث ما لم يتوقعه.
"عين مالك سقطت"، قالت المديرة لوالد مالك، ليتوجه على الفور للمدرسة، ويجد مالك يجلس في الغرفة ويمسك بيده عينه الزجاجية، وبيده الثانية يغطي عينه المصابة حتى لا يراها أحد.
يوم الخميس الماضي، أغلقت وحدة التحقيق مع شرطة الاحتلال ملف إطلاق النار على مالك، وهو ما ترفضه العائلة.
يقول وائل عيسى والد مالك في حديث مع القسطل:"قرار إغلاق الملف عنصري، لن أسكت عن حق ابني، وسنقدم طلب اسئتناف على القرار، ولو تطلب الأمر سأعتصم باب وحدة التحقيق مع شرطة الاحتلال".
يضيف أن شرطي الاحتلال أطلق النار صوب طفله ما تسبب بفقدان عينه وتغيّرت حياته، وهم بكل سهولة يقررون إغلاق الملف وعدم توجيه تهمة!
مالك طفل من بين عشرات المقدسيين في بلدة العيسوية الذين فقدوا أعينهم، نتيجة إطلاق الرصاص بشكل مستعمد على منطقة الرأس والعين، ليحوّل الاحتلال العيسوية لساحة تدريب لجنوده.
. . .