وكأنّه التحرير.. شيرين القدس تزّفها الأعلام وآلاف القلوب
القدس المحتلة - القسطل: هي إحدى أبواب البلدة القديمة التي قلّ حضور الفلسطينيين فيها، بابا الخليل والنبي داود. اليوم، هذا البابان عجّا بالفلسطينيين الذين حضروا وشاركوا في تشييع جثمان الشهيدة الصحفية شيرين أبو عاقلة إلى مثواها الأخير في “جبل صهيون”.
في مشهيد مهيب، عظيم، لم تشهده القدس منذ سنوات طويلة، اجتمع الفلسطينيون لتوديع أبو عاقلة، والمشاركة في جنازتها، مسلمون ومسيحيون، هتفوا للوطن، غنّوا “جنة جنة .. تسلم يا وطنّا”، رفعوا الأعلام الفلسطينية في وجه القوات التي احتلّت أرضهم وسلبتهم أجمل ما فيها من تاريخ وحضارة.
اليوم شهدت القدس إحدى أكبر جنازات الشهداء، لربّما كان آخر مشهد مُشابه لتشييع جثمان أبو عاقلة، كان عام 2014، حينما شيّع المقدسيون جثمان الشهيد الذي اعتدى عليه مستوطنون وحرقوه فجرًا، الشهيد محمد أبو خضير، وإن اختلف المكان، لكنّ المشهد كان مهيبًا.
الفلسطينيون اليوم، لم يرضخوا للاحتلال، ولا شروطه، في كل مرّة يُهدّد ويتوعّد سواء باقتحام الأماكن التي مرّ منها الجثمان، أو بفض التجمعات التي تهتف للوطن والشهيدة، يُقابل الشبّان ذلك بالإصرار أكثر، يرفعون الأعلام الفلسطينية، يهتفون بصوت أعلى، فهذه البلاد بلادهم.
مشاهد كانت أقرب لمشاهد تحرير البلاد، والأعلام الفلسطينية لم تنزل ولم تنحنِ، تُرفرف على مرأى قوات الاحتلال التي لم تحترم مراسم التشييع، لم تحترم روح الشهيدة التي قتلتها بدم بارد، لم تحترم أيًا من طقوس الجنازة، بل حضّرت فرق الخيالة، والهراوات، والقنابل الصوتية وغاز الفلفل للتفريق وفض المشيّعين، حتّى المقبرة، اقتحمتها وفتّشت المكان، وبقيت طائرة الهيلوكبتر تراقب الوضع في سماء العاصمة المحتلة.