وَدَاعًا لِلَّتِيْ ظَلَّتْ.. تُحِبُّ القُدْسَ تَحْيَاهَا
وَدَاعًا لِلَّتِيْ ظَلَّتْ
تُحِبُّ القُدْسَ تَحْيَاهَا
بِوَعْيٍ أَخْلَصَتْ عِشْقًا
لِإِرْثٍ ظَلَّ مَحْيَاهَا
وَمَا انْفَكَّتْ عَلَىْ وَصْلٍ
بِأَحْيَاهَا
وَبَيْتِ اللهِ قَدْ طَافَتْ
تُذِيْعُ الوَاقِعَ المَغْلُوْبَ فِيْ صِدْقٍ
بِبَثٍّ صَوَّرَ الأَحْدَاثَ أَوْفَاهَا
عَلَىْ قُرْبٍ مِنَ الإِنْسَانِ مَا غَابَتْ بِصَبْرٍ
فَاقَتِ الشُّجْعَانَ فِيْ المَيْدَانِ مَسْعَاهَا
وَتَهْوَىْ شَعْبَهَا المَظْلُوْمَ قَدْ غَطَّتْ
بِإِخْلَاصٍ نِضَالًا سَلَّطَ الأَضْوَاءَ فِيْ وَقْعِهْ
عَلَىْ الآلامِ جَلَّاهَا
وَظَلَّتْ تَرْقُبُ الغَدَّارَ فِيْ جُرْمِهْ
عَلَىْ التَّكْرَارِ بِالتَّصْوِيْرِ مَمْشَاهَا
وَكَمْ مِنْ مَوْقِفٍ عَاشَتْهُ فِيْ حُزْنٍ
عَلَىْ الأَطْفَالِ والأَشْيَاخِ وَالحُرَّاتِ
فِيْ كَرْبٍ فَأَبْكَاهَا
وَلَكِنْ حِسُّهَا الرَّاقِيْ بِحَقٍّ ظَلَّهَا عِزًّا فَأَغْنَاهَا
وَكَمْ مِنْ مَشْهَدٍ مُؤْلِمْ
رَوَتْ وَقْعَهْ
بِقَلْبٍ ثَابِتٍ صَاغَتْ لَهُ المَعْنَىْ بِرُؤْيَاهَا
وَكَمْ مِنْ دَهْشَةٍ عَاشَتْ عَلَىْ وَقْعِ الأَسَىْ كَرًّا
فَمَا انْفَكَّتْ عَنِ الإِصْرَارِ فِيْ عَزْمٍ تُغَطِّيْ الجُرْحَ
عَيْنَاهَا
بِحِسِّ الشُّجْعِ قَدْ بَثَّتْ مَرَايَاهَا
بِهَا تُبْصِرْ
بِهَا تَسْمَعْ
بِهَا تَنْقُلْ
عَنَاءَ البَأْسِ عَنْ شَعْبٍ مَضَىْ حُرًّا
وَلَمْ يَيْأَسْ فَرَوَّاهَا
فَخُوْرًا بِالَّتِيْ وَفَّتْ بِحُبِّ الشَّعْبِ مَا غَابَتْ
وَإِنْ غِيْلَتْ بِحِقْدٍ غَادِرٍ تَبْقَىْ
لِكُلِّ النّاسِ أَيْقُونَهْ
كَزَيْتُوْنَهْ
رَسَتْ جَذْرًا نَمَتْ غُصْنًا رَوَتْ زَيْتًا
بِهِ تُسْرَجْ
قَنَادِيْلُ الحِمَىْ طُرًّا
فَمَا غَابَتْ لَهَا الصُّوْرَهْ
عَنِ القُدْسِ الَّتِيْ عاشَتْ مُنًى بِالعَدْلِ تَهْوَاهَا
وَمَا زَالَتْ كَمَا كَانَتْ تُعِيْدُ البَثَّ دُنْيَاهَا
وَمَا دَامَتْ تُنِيْرُ الأُفْقَ لِلأَجْيَالِ سَلْوَاهَا
وَدَاعًا لِلَّتِيْ ظَلَّتْ عَلَىْ عَهْدِ الإِبَا ظَلَّتْ
تُرَاعِيْ الحَقَّ بِالأَثْبَتْ فَرَقَّاهَا
وَدَاعًا لَيْسَ يُنْسِيْنَا شِيْرِيْنَ العَقْلِ ذِكْرَاهَا
وَدَاعًا أُخْتَنَا الحُرَّهْ
وَدَاعًا تَاجَكِ الدُّرَّهْ
. . .