حقائق جديدة في باب الرحمة لا بد من الحفاظ عليها
إن المعركة على مصلى باب الرحمة دائرة منذ 2003 وتكاد تصل مع بداية العام المقبل إلى عامها العشرين، إذ يحاول الاحتلال قضمه وتحويله إلى مساحة مخصصة حصراً لليهود ضمن مخططه لتقسيم المسجد الأقصى، وقد قُدمت وثيقة رسمية بذلك في حزب الليكود –الحاكم في حينه- في شهر آب 2012 كشفت عنها الحركة الإسلامية في الداخل المحتل.
استبق المحتل شهر رمضان بتجديد المعركة على باب الرحمة حين داهم في 6-2-2022 مقر لجنة زكاة وصدقات بيت المقدس في الخلوة الواقعة على سطح مصلى باب الرحمة، وأغلق السطح وسيطر على الأقفال بعد يوم من اعتقال مديرها خالد الصباح ونجليه، ثم في 24-2 داهمت مقراً آخر للجنة على باب المجلس، ما يعني أنها قد تكون تحضر لملف يسمح بإغلاق المقرين.
أدرك شباب الأقصى هذه المعادلة وهم من يتحسسون جروحه ويضمدونها ويقفون بالمرصاد للعدوان، ففرضوا خلال شهر رمضان الوقائع التالية التي يجب علينا جميعاً حمايتها والحفاظ عليها:
1. فجر الأربعاء 22 رمضان أزالوا نقطة الشرطة على سطح مصلى باب الرحمة من جذورها وقلبوها من فوق السور، ولا بد من التصدي لمحاولات شرطة الاحتلال لإعادتها.
2. في ليلة 27 رمضان وضعوا ثلاجات مياه للشرب في محيط باب الرحمة لخدمة المرابطين والمعتكفين فيه، تكريساً لمكانته كأحد المصليات المسقوفة في المسجد الأقصى المبارك.
3. في ليلة 28 رمضان فرشوا المصلى بسجادٍ جديد، وتولوا تنظيفه، وأدخلوا إليه الكراسي البلاستيكية لاستخدام من يحتاجها من المصلين والمرابطين، وجرى تكويم عوارض الخشب الكبيرة –التي كانت تدعم سقف المسجد القبلي سابقاً- من حوله في شكل مقاعد وضع فوقها السجاد القديم.
4. في ليالي العشر الأواخر رصف المرابطون ممراً حجرياً يصل مصلى باب الرحمة بالساحة الواصلة ما بين المصلى القبلي والمصلى المرواني، تسهيلاً لحركة المصلين للتنقل بين المصليات المسقوفة وبالذات في فصل الشتاء.
هذه إنجازات صنعها الاعتكاف بسواعد المرابطين، لتبني على إنجاز سابق فرضته الإرادة الشعبية هو استعادة باب الرحمة إلى أصله التاريخي كمصلى.
اليوم هاجم الاحتلال مشارب المياه وقطع تمديدات المياه الواصلة إليها، ضمن مسعاه المتوقع لتقويض هذه الإنجازات والانقضاض على باب الرحمة من جديد.
فلنبقي العيون على باب الرحمة، ولنذكر أن هناك معركة قابلة للتجدد عنوانها محاولة قضمه، أو على الأقل منع الصلاة فيه، ولا بد من الحفاظ على كل إنجاز يفرض فيه، فمصلى باب الرحمة هو عنوان الخسارة الصافية للمحتل، ومصدر المرارة التي لا يتمكن من ابتلاعها حتى الآن.
. . .