محكمة الاحتلال تُؤجل البتّ في أمر تمديد عزل الأسير المقدسي أحمد مناصرة
القدس المحتلة- القسطل: أجّلت محكمة الاحتلال في بئر السبع، عصر اليوم الأربعاء، البتّ في طلب إدارة السجون بتمديد العزل الانفرادي للأسير المقدسي أحمد مناصرة لمدة ستة شهورٍ جديدة، حتى منتصف حزيران المقبل.
وأفاد المحامي خالد زبارقة بأن محكمة الاحتلال قررت تأجيل البتّ في أمر تمديد عزل الأسير مناصرة حتى الخامس عشر من حزيران المقبل، وحتى هذا التاريخ، على إدارة السجون أن تُقدم للمحكمة تقارير طبيّة حديثة عن وضعه الصحي والنفسي.
وأوضح زبارقة أنه حتى انعقاد الجلسة القادمة، يبقى الأسير مناصرة في العزل الانفرادي.
مؤكداً أن "الأسرى في السجون أعربوا عن استعدادهم الكامل لاستقبال أحمد وإحاطته بالرعابة المطلوبة".
وكان رئيس نادي الأسير الفلسطينيّ، قدورة فارس قد قال صباح اليوم إن "استمرار أجهزة الاحتلال جريمتها بحقّ الأسير أحمد مناصرة، دون أدنى اعتبار للحالة الصحيّة والنفسيّة التي وصل لها، جرّاء عمليات التّعذيب المُمنهجة التي مورست بحقّه على مدار سنوات ومنها عزله الانفرادي، أمر ليس مستغربًا، فهذا هو نهج الاحتلال".
وشدد على أن "نيّة الاحتلال بتمديد عزله لمدة ستة شهور جديدة، يؤكّد أنّه ماضٍ في قهره وحرمانه من عائلته والإمعان ما أمكن في هذا القهر، وعلى الرغم من أننا ندرك أنّ المحكمة المنعقدة اليوم ليست المخولة بالإفراج عنه، إلا أنّها منظومة متكاملة تعمل من أجل تحقيق أقسى أنواع القهر والتّنكيل بحقّه".
وأكّد فارس أن الاحتلال يحاول أن يضع هذا القهر والإمعان فيه، بحقّ مناصرة، في إطارات تبدو ظاهريًا أنها “قانونية”، للانتقام منه ما أمكن.
وتابع، أنّه وحتّى في المسارات “القانونية” وفي إطار ما يتيحه القانون الإسرائيليّ، عما الاحتلال على التسويف والمماطلة في التعامل مع قضيته والتضييق على أيّ مسار كان بالإمكان أن يساهم في إنقاذه، وهذا يعكس ويؤكّد أنّ الجريمة التي تنفّذ بحقّ مناصرة هي جريمة تُشارك فيها كافة أجهزة الاحتلال بأعلى مستوياتها كاملة متكاملة، فاليوم أحمد وحيدًا يواجه “دولة” متطرفة وعلى مستويات متعددة.
ولد الأسير أحمد مناصرة في تاريخ 22 كانون الثاني / يناير 2002، في القدس وهو واحد من بين عائلة تتكون من عشرة أفراد، له شقيقان وهو أكبر الذكور في عائلته، بالإضافة إلى خمس شقيقات.
قبل اعتقاله عام 2015 كان طالبًا في مدرسة الجيل الجديد في القدس، في الصف الثامن وكان يبلغ من العمر في حينه 13 عامًا.
قصة أحمد لم تبدأ منذ لحظة الاعتقال فقط، فهو كالمئات من أطفال القدس الذين يواجهون عنف الاحتلال اليوميّ، بما فيه من عمليات اعتقال كثيفة ومتكررة، حيث تشهد القدس أعلى نسبة في عمليات الاعتقال بين صفوف الأطفال والقاصرين.
في عام 2015، ومع بداية “الهبة الشعبية” تصاعدت عمليات الاعتقال بحقّ الأطفال تحديدًا في القدس، ورافق ذلك عمليات تنكيل وتعذيب ممنهجة، وكان أحمد جزءًا من مئات الأطفال في القدس الذين يواجهون ذات المصير.
في تاريخ 12 أكتوبر/ تشرين الأول 2015، تعرض أحمد وابن عمه حسن الذي استشهد في ذلك اليوم بعد إطلاق النار عليه وأحمد، لعملية تنكيل وحشية من قبل المستوطنين، وفي حينه نشرت فيديوهات لمشاهد قاسية له كان ملقى على الأرض ويصرخ وهو ومصاب، ويحاول جنود الاحتلال تثبيته على الأرض والتنكيل به، وتحولت قضيته إلى قضية عالمية.
وشكّل هذا اليوم نقطة تحول في حياة أحمد، بعد اعتقاله وتعرضه لتحقيق وتعذيب جسديّ ونفسيّ حتّى خلال تلقيه العلاج في المستشفى، ونتيجة ذلك أصيب بكسر في الجمجمة، وأعراض صحية خطيرة.
لاحًقا أصدرت محكمة الاحتلال بعد عدة جلسات حُكمًا بالسّجن الفعلي بحقّ أحمد لمدة 12 عامًا وتعويض بقيمة 180 ألف شيقل، جرى تخفيض الحكم لمدة تسع سنوات ونصف عام 2017.
قبل نقله إلى السجون احتجزته سلطات الاحتلال لمدة عامين في مؤسسة خاصّة بالأحداث في ظروف صعبة وقاسية، ولاحقًا نقل إلى سجن مجدو بعد أن تجاوز عمر الـ14 عامًا.
اليوم مناصرة يواجه ظروفًا صحية ونفسية صعبة وخطيرة في العزل الانفرادي في سجن “ايشل بئر السبع”.
عقدت للأسير أحمد مناصرة جلسة في الثالث عشر من نيسان/ أبريل الماضي، وفيها أتاحت المحكمة لمحاميه بالنظر في ملفه.
وكانت حملة دولية قد انطلقت دعمًا وإسنادًا له للمطالبة بالإفراج عنه.
. . .