دعوات مقدسيّة للتصدي لاقتحامات المستوطنين في عيد "نزول التوراة" العبري
القدس المحتلة - القسطل: باتت جماعات “الهيكل” المزعوم، تستغلّ كل مناسبة لحشد المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، في الوقت الذي تنطلق فيه دعوات مقدسية لعدم ترك المسجد وحيدًا، وشد الرحال إليه والرّباط فيه يوميًا.
وكانت جماعات “الهيكل” المزعوم قد دعت خلال الأسبوع الماضي مناصريها من المستوطنين إلى اقتحام المسجد الأقصى يومي غدًا وبعد غد (الخامس والسادس من شهر حزيران الجاري) في عيد “نزول التوراة” أو ما يسمى بـ”الشفوعوت” أو “الأسابيع”.
وفي الوقت ذاته، انطلقت دعوات مقدسية لشد الرحال للأقصى والتواجد فيه منذ ساعات الفجر للتصدي للاقتحامات، والرّباط فيه، ومنع المستوطنين من تنفيذ مخططاتهم، خاصة طقوسهم التي يُقيمونها في هذا العيد، كالسجود الملحمي وقراءة التوراة بشكل علني واستفزازي للمصلين.
وتلاحق شرطة الاحتلال المصلين ممن يرابطون ويتصدّون للمقتحمين في المسجد الأقصى من خلال اعتقالهم أو إبعادهم عن المسجد لفترات متفاوتة، إو استدعائهم للتحقيق على خلفية "عرقلة عمل الشرطة" أو "عرقلة |الزيارات" (الاقتحامات).
لكنّ المصلّين يُصرّون على الاستمرار في التّصدي لأن المسجد الأقصى حق خالص للمسلمين وحدهم، حتى لو تطلّب الأمر تقديم أرواحهم فداء لمسجدهم، حيث تؤدي هذه الاقتحامات إلى اندلاع مواجهات يتخللها إطلاق للرصاص المطاطي وقنابل الصوت والغاز داخل الباحات، والمصلّون لا يملكون إلّا صلواتهم وتكبيراتهم وهتافاتهم.
وكان الباحث في شؤون القدس، زياد ابحيص، قد أوضح أن هذا العيد هو أحد أعياد الحج التوراتية الثلاثة، ويحتفل اليهود فيه بنزول التوراة على سيدنا موسى عليه السلام في سيناء، وهو يتزامن هذا العام مع الذكرى الـ55 لاحتلال المسجد الأقصى بالتقويم الميلادي، ما يجعله اقتحام “نكاية” بالفلسطينيين في نظر تلك الجماعات.
ويبين ابحيص أن جماعات “الهيكل” تحرص في هذا العيد على الزينة والاحتفاء به بشكلٍ أقرب إلى مراسم الاحتفال بالزواج.
وأكد أنها ستركز خلاله على تعزيز "السجود الملحمي" على ثرى الأقصى، وعلى القراءة الجماعية العلنية للتوراة؛ لتكريس أدائها للطقوس العلنية الجماعية في الأقصى، خصوصاً بعد ما حصل في اقتحام الأحد الماضي (التاسع والعشرين من أيار الماضي).
وقال إن عيد نزول التوراة يُعرف بـ"عيد الأسابيع" أيضاً لأنه يأتي بعد سبعة أسابيع من الفصح، وهو في أصله عيد زراعي مرتبط بموسم الحصاد، ورغم أهميته المركزية الدينية التي تجعله مساوياً لعيدي الفصح والعرش التوراتيين، إلا أن عيد نزول التوراة فقد أهميته لصالح مناسبتين قوميتين تسبقانه هما "عيد الاستقلال" الذي يحتفى فيه بتأسيس كيان الاحتلال، وذكرى “توحيد القدس” التي تأتي في التاريخ العبري لاستكمال احتلال المدينة عام 1967.