مشروعٌ تهويدي شرق المدينة.. ما أهداف الاحتلال الكامنة وراء ذلك؟
القدس المحتلة- القسطل: مشروعٌ احتلالي في ظاهره تجديد وتطوير للبنية التحتية والمعمارية، لكن باطنه يكشف خلاف ذلك، فهو تهويديٌ يستهدف أبرز شوارع المدينة، حيثُ تواصل سلطات الاحتلال بشكلٍ يسابق الزمن تسخير كافة إمكانياتها ومواردها؛ تمهيداً لفرض وقائع جديدة على المدينة المقدّسة، وطمس كل ما هو عربي وإسلامي فيها حتى تصبح ذات طابع يهودي.
مؤخراً، كشفت مصادر عبرية أن بلدية الاحتلال في القدس ستروج لمخطط تهويدي شرق مدينة القدس، يستهدف شارع السلطان سليمان وشارع صلاح الدين والأنبياء.
بلدية الاحتلال زعمت بأن الهدف من التجديد هو استخدام مساحات المدينة الحالية وتحويلها إلى "مساحات مخصصة للمشاة، مظللة وممتعة للمعيشة والأنشطة المدنية".
وفي المرحلة الأولى من المشروع التهويدي، سيتم تجديد ساحة شركة الكهرباء، والتي تتضمن تنفيذ أعمال تنمية بيئية، كبناء حديقة ومناطق خضراء، بالإضافة لزراعة أشجار وأعمال بنية تحتية. علاوة على ذلك، سيتم تجديد واجهات المباني والأرضيات، وتركيب أثاث خاص بالشارع.
وحسب المخطط، سيتم في المرحلة الثانية تجديد شارعي السلطان سليمان والأنبياء المطلة على سور البلدة القديمة الشمالي، حيث سيتم بناء جادة على طول الطريق تربط بين جهتي الشارع، تتضمن إعادة تصميم نظام المرور ووضع أشجار لتظليل المنطقة.
مشروع "مركز المدينة"..
يقول الباحث المقدسي مازن الجعبري في حديثه مع "القسطل" إن بلدية الاحتلال بدأت بتنفيذ مشروع "مركز المدينة" منذ سنواتٍ قليلة، وهو مشروعٌ تهويدي يمتد من منطقة باب العامود إلى شارع السلطان سليمان، مروراً بشارع صلاح الدين وصولاً إلى شوارع حيّ وادي الجوز.
ويؤكد أن هذا المشروع يهدف لربط المنطقة مع شارع يافا بالقرب من باب الخليل، من أجل إزالة ما يسمى بـ "الخط الأخضر" بين شطري مدينة القدس الغربي والشرقي، إضافةً لإحداث تغييرات في المباني الموجودة في هذه المنطقة والتي تتبع معظمها للأوقاف الإسلامية.
ويضيف أن "بلدية الاحتلال بدأت منذ عام بتنفيذ مقطع بسيط لهذا المشروع، في منتصف شارع صلاح الدين قرب شركة الكهرباء، وقد انتهى العمل الذي تخلله تغيير للبنية التحتية وتغيير كافة اللافتات للمحال الموجودة، إضافةً لنصب مظلّات معلّقة في المنطقة المفتوحة، وبهذا تم تغيير طابع الشارع، وهذا نموذج للمشروع التي ستنفذه البلدية خلال الفترة القادمة".
وقبل أيامٍ قليلة، افتتح رئيس بلدية الاحتلال بالقدس هذا المشروع، وأعلن أنهم سيستكملون المشروع التهويدي في أبرز شوارع المدينة..
ويُبيّن الجعبري لـ "القسطل" أن استكمال المشروع في شارعيْ السلطان سليمان وصلاح الدين، سيؤدي إلى تغيير معالم المدينة العربية والإسلامية، وستصبح ذو طابع غربي، أيّ إزالة الفروقات بين معالم شطري القدس الغربي والشرقي.
ويشدد على أن هذا المشروع يسعى لأن تصبح المنطقة جذابة، وإبعاد الأهالي عن قلب المدينة "البلدة القديمة"، مؤكداً أن التغيير سيتم من خلال المعالم المعمارية والبنية التحتية والبنية الاقتصادية والتجارية للمنطقة، بهدف الوصول إلى مشروع "القدس الكبرى".