المقدسي عفانة.. خرج وزوجته للشراء فاعتقلهما الاحتلال أمام طفلتيهما
القدس المحتلة- القسطل: طفلتان صغيرتان، إحداهما تبلغُ من العمر عاماً ونصف، رأت شرطة الاحتلال وهي تعتقل والديها، وأختها الرضيعة (شهر)، وهي تبكي لا تدري ما الذي يحصل، لكنها تُريد أن تكون في أحضان أمّها. الطفلتان هما ابنتا المقدسي أنس عفانة.
يعيشُ المقدسي عفانة مع زوجته وطفلتيه في بلدة صورباهر جنوب شرقي مدينة القدس المحتلة، وليلة أمس (التاسع والعشرين من حزيران) خرجا من منزلهما لشراء بعض الاحتياجات، ومن ثمّ توجها لبلدة بيت صفافا (جنوباً) لشراء الحلويات.
يروي عفانة التفاصيل لـ "القسطل" ويقول: "عند الساعة العاشر ليلاً، قبل دخولنا إلى محل الحلويات، أوقفتنا شرطة الاحتلال، وطلبت هويتي وأجرت عملية تفتيش داخل المركبة، وعندما طلبوا هوية زوجتي، أخبرتهم أنها لا تمتلك لأنها من الضفة الغربية".
ويضيف: "في حينها، طلبت شرطة الاحتلال من زوجتي النزول، والتوجه إلى مركبتهم لاقتيادها للتحقيق، وأنا رفضت ذلك بشكلٍ قطعي، وطلبت منهم أن أقتادها بنفسي إلى المركز، ثّمّ دارت بيننا مناوشات انتهت باقتياد زوجتي إلى مركبة الشرطة".
وعقب ذلك، طلبت الشرطة من عفانة أن يتصل بأحد أقاربه لأخذ الطفلتين، وعندما أجابهم أنه لا يوجد أحد قريب على المنطقة، هددوه بأن يتم أخذهما للشؤون، فقام بالاتصال بعديله رغم الوقت المتأخر.
"كل هذا حصل أمام عيني طفلتيْ، بدأتا بالبكاء والصراخ، وأنا أحاول أن أهدّئهما، لكن دون نتيجة، في هذه اللحظة توّجهت إلى مركبة الشرطة وحاولت إخراج زوجتي وكان الباب مغلقاً.. ثمّ جاء أحد عناصر الشرطة ووافق على طلبي شرط أن أجلس مكانها"، يقول عفانة.
ما إن وصلت زوجة عفانة إلى المركبة، وشرعت بحمل صغيرتها الرّضيعة، حتى جاء شرطي احتلاليّ آخر وبدأ بالصراخ فيها، ومحاولة منعها من رؤيتها، في هذه اللحظة لم يتمالك أنس نفسه، وبدأ بالصراخ.
ويُبيّن لـ "القسطل" أن عناصر الشرطة اقتادتهما للتحقيق، بمجرد وصول قريبه إلى الطفلتين، مردداً: "كنتُ قلقاً جداً عليهما.. مهما حصل يبقى المرء قلبه على أطفاله".
خرج عفانة من التحقيق، ليجد زوجته غير موجودة، حاول الاتصال بها مراراً وتكراراً دون أيّ رد، وعندما أخبره أحد عناصر الشرطة أنها خرجت، ذهب إلى حاجز "300" في بيت لحم، ووجدها هناك.
وفي حينها، قالت له: "أجبروني على الدخول إلى هُنا، رغم أنني قلت لهم أنني وحيدة ولا يوجد معي زوجي".
أبعدت سلطات الاحتلال زوجة عفانة عن مدينة القدس بشكلٍ نهائي، وسحبت منها "تصريح الدخول"، أما أنس، فقد أُفرج عنه شرط الحبس المنزلي لمدّة 5 أيام وتوقيف مركبته لمدّة 30 يوم.
واختتم بغصّةٍ وحرقة: "أين أعيش؟ إذا أردت العيش في الضفة الغربية سيُقطع عني التأمين.. وإذا أردت العيش في القدس، ستُمنع زوجتي من الدخول معي.. هذا احتلال.. حكم القوي على الضعيف، الحمد لله".