الولايات المتحدة الأمريكية والقدس.. ملخص لأهم القرارات الظالمة بحق المدينة

الولايات المتحدة الأمريكية والقدس.. ملخص لأهم القرارات الظالمة بحق المدينة
صورة تعبيرية

القدس المحتلة-القسطل: نشرت وسائل إعلام إسرائيلية وعربية جدول زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المنطقة، ويتضح أنه في يوم الجمعة القادم سيزور مستشفى المطلع بالقدس المحتلة، لتقديم مساعدات مالية لمستشفيات القدس، وهو أمر رأى فيه كثيرون محاولة للتغطية على المشاركة الأمريكية في انتهاك حقوق الفلسطينيين فيما يتعلق بالقدس.

وترصد المادة التالية أهم القرارات الأمريكية بخصوص القدس:

كان أخطر القرارات الأمريكية بخصوص القدس في 6 كانون الأول/ديسمبر 2017، عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة للاحتلال، وأمر بالتخطيط لنقل سفارة الولايات المتحدة لدى الاحتلال من تل أبيب إلى القدس.

تم الترحيب باعتراف ترامب من قبل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. في حين رفض المجتمع الدولي الاعتراف، وحوالي ثلثي الدول أيدت إدانة الإعلان الأمريكي في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي النهاية أقيمت مراسم نقل سفارة الولايات المتحدة لدى الاحتلال إلى القدس في 14 مايو 2018، بعد يوم واحد من ذكرى احتلال المدينة.

تعدّ الولايات المتحدة أكبر وأهم دولة تدعم الاحتلال عسكريا واقتصاديا وثقافيا، ولموقفها تأثير كبير على الانتهاكات الإسرائيلية في القدس. ومع ذلك، امتنع رؤساء الولايات المتحدة عن التعبير عن موقفهم بشأن وضع القدس، بذريعة ترك القضية للنقاش في ما يسمى "اتفاقيات السلام المستقبلية" بين الاحتلال والسلطة الفلسطينية. حتى مايو 2018، كانت سفارة الولايات المتحدة لدى الاحتلال، مثل معظم السفارات الأجنبية الأخرى، موجودة في تل أبيب وليس في القدس.

على مر السنين، أعلن المرشحون لرئاسة الولايات المتحدة خلال حملتهم الانتخابية أنهم سيعترفون بالقدس عاصمة للاحتلال. كانت هذه الدعاية ملازمة لجميع الرؤساء المنتخبين منذ أوائل التسعينيات من القرن الماضي، حتى أن بعضهم تعهد بنقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس. ومع ذلك، لم يتم نقل السفارة قبل التاريخ المذكور سابقا. في الوقت نفسه، صدرت العديد من البيانات التشريعية والكونغرسية من أجل تعزيز اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة للاحتلال.

خلال انتخابات 1992 الرئاسية، أعلن المرشح الديمقراطي بيل كلينتون أن إدارته "ستدعم الاعتراف القدس عاصمة لدولة الاحتلال" وانتقد الرئيس جورج بوش لعدم القيام بهذه الخطوة.  بعد توقيع اتفاقيات أوسلو في عام 1993 وأيضًا بعد دخول قانون السفارة حيز التنفيذ في عام 1995، قامت إدارة كلينتون بتجميد قرار الاعتراف، حتى لا تعرقل المفاوضات بين الاحتلال والسلطة الفلسطينية.

ما هو قانون السفارة؟

في عام 1995، سن الكونجرس الأمريكي قانون سفارة الولايات المتحدة في القدس رقم 1995، الذي أقر بأغلبية الحزبين في كلا المجلسين ووقعه الرئيس بيل كلينتون، والذي ينص على وجوب الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال، وأنه سيتم نقل سفارة الولايات المتحدة لدى الاحتلال إلى القدس في موعد لا يتجاوز نهاية مايو 1999. وتُرك هامش للرئيس لتأجيل التنفيذ كل ستة أشهر مرة.

خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2000، انتقد جورج دبليو بوش الرئيس كلينتون لعدم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس كما وعد، وقال إنه يعتزم الشروع في هذه الخطوة بنفسه فور انتخابه. لكن هو الآخر قرر تأجيل التنفيذ خشية رد الفعل العربي والإسلامي والفلسطيني.

في عام 2002، قرر الكونجرس، بأغلبية أعضاء مجلس النواب الجمهوريين والديمقراطيين المؤيدين للاحتلال، بأن الولايات المتحدة يجب أن تدرج كلمة "إسرائيل" في جواز السفر الأمريكي على أنها مسقط رأس الشخص المولود في القدس. قرار الكونجرس جاء كتعديل لسياسة السلطات الأمريكية بترك تسجيل الدولة فارغًا في جواز سفر الشخص المولود في القدس، والإشارة فقط إلى اسم المدينة. لكن من الناحية العملية، رفضت وزارة الخارجية الأمريكية، وهي الهيئة الأمريكية المسؤولة عن إصدار جوازات السفر، تطبيق قانون عام 2002 لأسباب تشريعية داخلية، واستمرت في سياستها السابقة، لأن قرار الكونجرس ينتهك مبدأ فصل السلطات بين الذراع التنفيذية والسلطة التشريعية.

في عام 2008، أطلق المرشح الديمقراطي باراك أوباما على القدس لقب "عاصمة إسرائيل". في 4 حزيران/يونيو 2008، قال أوباما أمام مؤتمر إيباك، في أول خطاب له حول السياسة الخارجية بعد فوزه كمرشح للحزب الديمقراطي، إن "القدس ستبقى عاصمة لإسرائيل ويجب أن تظل غير مقسمة".

خلال حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016، أعلن دونالد ترامب عن نيته نقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس، إذا تم انتخابه. في ديسمبر 2016، بعد انتخابه رئيسا، تحدث في مؤتمر إيباك وأعلن أنه سينقل السفارة إلى القدس.

في 1 يونيو 2017، وقع الرئيس الأمريكي السابق ترامب على أمر بتأجيل نقل السفارة لمدة ستة أشهر، كما فعل جميع الرؤساء منذ عام 1995. صرح البيت الأبيض أن هذا سيساعد الرئيس في التفاوض على صفقة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وأن النقل سيحدث لاحقًا. في 28 نوفمبر 2017، قال نائب الرئيس الأمريكي السابق مايك بنس إن الرئيس ترامب "يدرس بقوة" نقل السفارة إلى القدس. في 6 ديسمبر/كانون الأول 2017 قال ترامب إن "قراري بشأن القدس كان يجب أن يتخذ منذ زمن طويل".

ماذا عن إدارة بايدن؟

استبشرت بعض الجهات العربية والفلسطينية خيرا بفوز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، والذي كان قد أكد على أنه سيعالج الأخطاء التي ارتكبها ترامب. لكن هذه الآمال تبددت بإعلان وزير الخارجية الأميركي - في إدارة بايدن - انتوني بلينكن في يناير 2021 أنّ الرئيس جو بايدن لن يعود عن قرار إدارة دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال.

وخلال جلسة استماع عقدها مجلس الشيوخ للمصادقة على تعيين وزير الخارجية، طرح السيناتور الجمهوري تيد كروز على بلينكن سؤالاً حول ما إذا كانت إدارة بايدن ستواصل السياسة التي انتهجتها إدارة ترامب بشأن هاتين المسألتين (نقل السفارة والاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال)، أجاب بدون تردد "أجل وأجل".

 

 

 

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: