المواجهات في القدس تشتد.. هل نحن أمام هبة واسعة؟
القدس المحتلة - القسطل: تصاعدت وتيرة المواجهات في القدس المحتلة خلال الأسابيع الماضية، وقد زادت من حدتها بعد استشهاد الشاب محمد أبو جمعة في نهاية سبتمبر الماضي، وتوجت بعملية حاجز شعفاط في الثامن من أكتوبر الجاري، وما تبعها من عملية ملاحقة المطارد عدي التميمي، انتهت باستشهاده في عملية ثانية الخميس الماضي، لتصبح المواجهات السمة الأبرز في أحداث القدس.
ويرى الباحث المقدسي عمر عساف أنه ينبغي النظر لتصاعد أعمال المقاومة في القدس باعتبار أن القدس جزء من الأراضي الفلسطينية لذلك ما يحدث في نابلس وجنين وسلواد والخليل وغيرها يحدث في القدس، على اعتبار أن القدس على غير ما يدعي الاحتلال أنها أصبحت جزء من دولة الاحتلال لذلك هي جزء من النسيج الاجتماعي الفلسطيني الذي يقاوم الاحتلال.
وقال إنه من جانب آخر ما يقوم به الاحتلال من محاولات تهويد وانتهاكات متعددة داخل القدس والتضييق على سكانها واعتداء على الأقصى والمقدسات، وما نشاهده بشكل يومي من اقتحامات متكررة في سلوان والعيسوية وكافة مناطق القدس، هو سبب في تصاعد أعمال المقاومة في ظل ممارسات الاحتلال بما يعرف بقانون القومية اليهودي، وبالتالي كل ذلك هو أرضية لموجة تصعيد وانتفاضة لتقول القدس كلمتها أنها ترفض كافة محاولات التهويد الزائفة ونسف لكل روايات الاحتلال أن القدس موحدة ضمن دولة الاحتلال.
ويرى الصحفي المختص بالشأن الإسرائيلي محمد بدر أن القدس حافظت خلال السنوات الماضية على موقع متقدم في المواجهة مع الاحتلال ويمكن قراءة ذلك من خلال أعداد المعتقلين المقدسيين الذين شكلوا ما نسبته ٥٠٪ من أعداد المعتقلين عام 2021، وأيضا خلال عام 2022 حافظت القدس على أعلى نسبة معتقلين.
وأكد على أن كل تصاعد للمقاومة هو مرتبط بسلوك الاحتلال على الأرض، وسلوك الاحتلال في القدس من حيث الإجراءات والانتهاكات والتضييقات الممارسة بحق المقدسيين هو سلوك مضاعف مقارنة مع مناطق فلسطينية أخرى، والهدف من ذلك واضح لأن مدينة القدس هي مركز الصراع الاسرائيلي لذلك الاحتلال يحاول بكل جهده التضييق على أهل المدينة وتهجيرهم ويقضي على الوجود الفلسطيني فيها من خلال هدم المنازل والحبس المنزلي والاعتقالات وغيرها من الانتهاكات، بالإضافة صعد من انتهاكاته بحق المقدسات الإسلامية في مدينة القدس.
وأضاف بدر أنه من الطبيعي أن يكون لدى المقدسيين ردة فعل مباشرة على العدوان الإسرائيلي بحقهم، ووجود بؤر مواجهة مستمرة، لأن الانتهاكات مستمرة بحقهم، لكن الفترة الأخيرة تفجرت الأوضاع بصورة أكبر، في ظل محاولات العمل على كي الوعي لدى المقدسيين من خلال تصعيد انتهاكاته بشكل همجي، مثال على ذلك ما حدث عقب استشهاد الشاب محمد أبو جمعة بالقرب من مستوطنة موديعين تحت ذريعة تنفيذ عملية طعن، حيث صعد الاحتلال بعدها من اقتحامات وانتهاكات بحق بلدة الطور وقام بالتنكيل بالأهالي، رغم عدم وجود أي هدف عسكري، فقد حاول كسر المقدسي وشوكته، وهذا ما يمكن ملاحظته أيضا في عملية حاجز شعفاط التي تعتبر عملية نوعية وفارقة ليس على مستوى الفعل بل من خلال الإجراءات المتخذة من قبل الاحتلال، مثل فرض حصار متواصل على أهالي المخيم وبلدة عناتا، لكن أهالي المخيم كان ردهم على هذه الإجراءات بالمواجهة من خلال العصيان المدني والمواجهات المباشرة مع الاحتلال، وشكلوا حاضنة شعبية متميزة للمطارد عدي التميمي.
وقال إن استشهاد الشاب عدي التميمي علامة فارقة، حيث تحول لرمز مقاوم، الأمر الذي أدى إلى تصاعد عمليات المقاومة في القدس، ويلاحظ زيادة في عمليات إطلاق النار على الحواجز العسكرية في مدينة القدس، مثل حاجز مخيم شعفاط وقلنديا ومنطقة شمال غرب القدس، وهذا يعتبر تحول ينسجم مع موجة المواجهة في الضفة الغربية، وبدء مرحلة المقاومة العسكرية في الضفة، ودخول أدوات جديدة للمواجهة بعدما كانت الأدوات متمثلة بالحجر والمولوتوف والألعاب النارية، ومن المتوقع أن الأحداث في القدس ستتصاعد لأن القدس دائما ما تكون في مقدمة المواجهة وشرارة انطلاق الانتفاضات.