خمس سنوات في الأسر..عائشة الأفغاني تحيا على الأمل
القدس المحتلة-القسطل: صفحة عام آخر طوتها الأسيرة المقدسية عائشة الأفغاني من حكمها البالغ 15 عاما داخل سجون الاحتلال، كانت مليئة بالوجع والحزن والشوق والاشتياق، وفي كل عام كان يمرّ، كان الأمل بالحرية يتجدد.
تدخل الأسيرة عائشة الأفغاني (38 عامًا)، عامها الخامس في سجون الاحتلال، حيث تقضي حُكمًا بالسّجن لمدة (15) عامًا.
يوسف الأفغاني، والد الأسيرة عائشة يقول في حديث مع القسطل إن قوات الاحتلال اعتقلت ابنته في عام 2016، وخضعت للتحقيق في مركز تحقيق "المسكوبية"، وفي العام الماضي أصدرت محكمة الاحتلال حكما بالسجن عليها لـ 15 عاما.
وأشار إلى أن العائلة تقدمت في بداية العام الجاري بطلب استئناف ضد حكم عائشة، لكن الاحتلال كان يؤجل تاريخ المحكمة أكثر من مرة، وفي الخامس من شهر مايو/آيار من المقرر أن تعقد لها الجلسة.
بدورها، قالت الأسيرة المحررة المقدسية بيان فرعون إن عائشة والتي كانت تقبع معها في نفس القسم بسجن "الدامون"، لم تكن تتوقع أن يتم الحكم عليها لـ15 عاما، وكان وقع ذلك موجعا وأليما عليها، إلا أنها استطاعت أن تجتاز ذلك سريعا.
وأضافت في حديث مع القسطل أن الأسيرة عائشة تتمتع بعزيمة وإرادة قوية، وتقدمت لامتحانات الثانوية العامة "التوجيهي"، وحققت نجاحا، وتخطط لإكمال دراستها عقب تحررها.
وتابعت أن عائشة كما الأسيرات صاحبات الأحكام العالية، تعيش على الأمل بنيل حريتها قبل انتهاء حكمها، وهو ما تحيا عليه الأسيرة ويهوّن عليها قسوة الأسر.
"عائشة تتمتع بروح مرحة وإرادة قوية، تحب القراءة والكتابة وصاحبة قلم جميل، تتميز بالنشاط وتحب مساعدة الأخريات داخل الأسر، ومقربة جدا من الأسيرة إسراء الجعابيص".
الأسيرة الأفغاني تعلمت رياضة كرة المضرب "التنس" لتلعب مع المحررة بيان فرعون، إذ كانتا تمارسانها كل صباح في ساحة الأسر.
وأردفت فرعون أن عائشة كانت تتميز بإعداد المأكولات والحلويات الشهية، لا سيما المعمول الذي كانت تصنعه بمواد بسيطة.
وعن زيارة الأهل، أشارت إلى أن عائشة كانت تنتظر موعد الزيارة يوما بيوم، وكما كل الأسيرات يتظاهرن بالقوة أمام عائلاتهن، لكن عقب انتهاء الزيارة تشعر بالحزن.
في اليوم الأخير قبل أن تنال بيان فرعون حريتها فش شهر تموز الماضي، تقدمت عائشة وعدد من الأسيرات بطلب المبيت مع بيان، وانتقلت برفقة الأسيرتين شروق دويات وإسراء الجعابيص لغرفتها.
وبينما كانت عائشة تعد وجبة العشاء الأخيرة لبيان داخل الأسر، وقفت الأخيرة تنظر لأسيرات والصمت يخيّم على الغرفة، لم تتمالك نفسها وانهارت باكية، لتحضنها الأسيرة الأفغاني وتبكيان سويا.
مع كل أسيرة تتحرر من سجون الاحتلال كانت عائشة توصيها بإبلاغ أفراد عائلتها سلامها، وتكتب لهم الرسائل وترسلهما معها، وهو فقط ما يصل عائلات الأسيرات من بناتهن ويخفف من آلامهم.
. . .