لا أنباء عن وضعه.. كورونا يُصيب الأسير أحمد مناصرة
القدس المحتلة - القسطل: أحمد مناصرة صاحب الكملة المشهورة “مش متذكّر”، ومن لا يتذكّر ذاك الطفل الذي وقف أمام محققي الاحتلال رجلًا، وحُكم بالسجن ظُلمًا لـ12 عامًا، ليقضي خمسة أعوام من طفولته خلف قضبان السجون.
بالأمس، أُبلغت عائلة الأسير المقدسي أحمد مناصرة (18 عامًا) بإصابته بفيروس كورونا، عن طريق وزارة الصحة التابعة للاحتلال التي اتّصلت على والده وأبلغته بذلك.
يقول صالح مناصرة لـ”القسطل” إن صحة الاحتلال اتّصلت عليه أمس، وقالت له إن أحمد خضع لفحص كورونا، وبعدما تحقّقت من رقم هويته، أبلغته بأن نجله مُصاب بفيروس كورونا، وبدت أنها لا تعلم بأنه معتقل في سجون الاحتلال، حيث أشارت إلى أنها ستبلّغ الجهات المعنية بذلك.
ويضيف: “أنا قلق حيال وضع أحمد.. كل ما وصلني هو أنه في عيادة سجن الرّملة، دون أي تفاصيل أخرى حول وضعه الصحي”. كما أشار إلى أنه لا يعرف كيف وصل إليه الفيروس.
آخر زيارة لعائلة أحمد كانت قبل نحو ثلاثة أسابيع، يوضح والده، ويُشير إلى أنه عادة ما يُمارس الرياضة ويطالع الكتب في السجن، ويُشارك الأسرى في فعالياتهم التي يُحاولون من خلالها نسيان ما حولهم من الجدران الإسمنتية والأسلاك الشائكة.
اعتُقل مناصرة عندما كان في الـ12 من عمره وذلك يوم الثاني عشر من شهر تشرين أول/ أكتوبر من العام 2015، وشكلت قضيته في حينه، قضية عالمية بعد أن نُشرت له مقاطع وصور لحظة اعتقاله، ملقىً على الأرض ومصابًا برصاص الاحتلال، ويحاول جنود الاحتلال تثبيته والتنكيل به ومستوطن حاقد يشتمه بأقذر العبارات.
واستمر الاحتلال في عمليات التنكيل بحقه خلال التحقيق معه، واحتجازه في ظروف قاسية في مؤسسة للأحداث لمدة عامين، حيث جرى نقله لاحقًا بعد أن تجاوز عمر الـ(14 عاماً)، إلى سجن “مجدو”، وحكم عليه الاحتلال بالسّجن لمدة 12 عامًا، جرى تخفيضها لتسع سنوات ونصف لاحقًا.
وبحسب نادي الأسير الفلسطيني، فإن عدد الأسرى الذين أُصيبوا بفيروس كورونا منذ بدء انتشاره في معتقلات الاحتلال خلال شهر نيسان/ أبريل الماضي، تجاوز الـ140 حيث كانت أعلى نسبة إصابات في شهر تشرين ثاني/ نوفمبر الماضي والتي سُجلت في سجن “جلبوع”.
يذكر أن وسائل إعلام عبرية أشارت إلى أن وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال أمير أوحانا، أصدر تعليماته الخميس الماضي، إلى مصلحة السجون بعدم منح الأسرى التطعيمات ضد كورونا.
وربط أوحانا التطعيم بالحصول على تصاريح من الجهات الرسمية، بينما أتاح للمستخدمين والعاملين في مصلحة السجون تلقي اللقاح، والمتوقع أن يبدأ توزيعه عليهم الأسبوع المقبل.
نادي الأسير اعتبر أن ما قاله أوحانا “عنصري”، محمّلاً سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة ومصير الأسرى، وطالب المجتمع الدولي بإلزامها بتوفير لقاح كورونا لهم.