باحثون مقدسيون يوضحون سر توقيت مسيرات المستوطنين في باب العامود
القدس المحتلة - القسطل: انطلقت مساء أمس الخميس، مسيرة استفزازية للمستوطنين من باب المغاربة في المسجد الأقصى، وشرعت قوات الاحتلال بإغلاق حي رأس العامود ببلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك وإفراغه من المتواجدين فيه، وذلك لحماية مسيرة المستوطنين الاستفزازية.
وفي هذا السياق يرى الباحث المقدسي عبد الله معروف أن جماعات المعبد المتطرفة قامت يوم أمس بتظاهرة ترتبط أساسا بفكرة السيطرة على المسجد الأقصى المبارك وهي أساسا نفس فكرة المسيرة الشهرية التي يقوم بها المستوطنون بداية كل شهر عبري حول أسوار المدينة المقدسة والمسجد الأقصى المبارك.
ولفت في حديثه لـ " القسطل" إلى أن هذه المرة تحدث هذه الأحداث في نفس اليوم الذي تهاجم فيه سلطات الاحتلال مخيم جنين وتقتل 9 شهداء فلسطينيين في المخيم وتعيث فساداً، وهذا يأتي أيضا بعد يوما واحدا من فقط استقبال رئيس الوزراء لدى الاحتلال بنيامين نتنياهو في العاصمة الأردنية عمان، وهذا يدل على أن حكومة الاحتلال حكومة متطرفة لا يمكن الوثوق بوعودها وضماناتها كما صرحت السلطة الفلسطينية عقب هذه الزيارة وبالتأكيد لا يمكن الوثوق بأن هذا الاحتلال يمكن أن تتنازل خطوة واحدة للحقوق العربية والفلسطينية خاصة في ظل وجود أكثر حكومات الاحتلال تطرفاً.
وفي ذات السياق توقع الباحث المقدسي فخري أبو دياب أن هناك نية من قبل المستوطنين وتحديداً المستوطنين المتطرفين بن غبير وسموتريش بأن يكون هناك بشكل أسبوعي مظاهرات أو مسيرات عند باب العامود والسؤال المطروح هنا، لماذا باب العامود تحديداً ؟.
ويرى أبو دياب أن استهداف باب العامود هدفه أولاً تفريغ النصر الذي حققه أهل القدس في باب العامود خاصة وأن موقع باب العامود له رمزية واستراتيجية بأن من يسيطر عليه كأنه سيطر على القدس بأكملها أيضا منطقة باب العامود.
وتابع في حديثه لـ " القسطل" أن غلاة المتطرفين من المستوطنين يريدون تحقيق نصر في المسجد الأقصى لكن الأسهل لهم باب العامود لأن بالمسجد الأقصى لهم ساعات معينة يستطيعون تنفيذ اقتحاماتهم ومن ثم يغلق باب المغاربة، كذلك لا يستطيعون إدخال الأعلام، على خلاف باب العامود حيث باستطاعتهم المجيء متى ما أرادوا وحمل الأعلام وهذا بحد ذاته هدف لصبغ المكان بإعلامهم وهويتهم.
وأيضا سهولة سيطرة قوات الاحتلال والأمن على تلك المنطقة حيث تستطيع قوات الاحتلال بسهولة تفريغ هذا المكان من الفلسطينيين وحماية المستوطنين، بالإضافة إلى أن المستوطنين ارتأوا أهمية باب العامود لأنهم أدركوا أنهم لا يستطيعون الدخول للمسجد الأقصى بأعداد كبيرة مثل باب العامود.
كما أن أي محاولات اقتحام للمسجد الأقصى بأعداد كبيرة ستؤدي لتصعيد خاصة وأن هناك اتصالات بين رئيس الوزراء دولة الاحتلال وبين الملك الأردني لتخفيف من حدة ما يحدث وعدم تغيير الوضع القانوني والتاريخي للمسجد الأقصى وأيضا العالم العربي والإسلامي الذي يرى في المسجد الأقصى خصوصية فيه. وفق ما يرى أبو دياب.
وتوقع الباحث فخري أبو دياب أن يشهد باب العامود بشكل أسبوعي أو دائم تظاهرات للمستوطنين في الأيام المقبلة القادمة.