اقتحام مدرسة "اليتيم العربي".. محاولات لتهويد التعليم في القدس
القدس المحتلة - القسطل: اقتحمت مجموعة من مفتشي ما تسمى بـ"وزارة المعارف" التابعة للاحتلال "الإسرائيلي" مدرسة اليتيم العربي في بلدة بيت حنينا بالقدس المحتلة.
وقال رئيس اتحاد أولياء أمور طلاب مدارس القدس زياد الشمالي، اليوم الخميس، إن "مفتشي المعارف اقتحموا مدرسة اليتيم العربي، والصفوف الدراسية، وسرقوا بعض الكتب، وقاموا بتصوير هويات المعلمين داخل الصفوف".
وأضاف الشمالي لـ"القسطل" أن "خطوة اقتحام اليتيم العربي، جاءت بهدف النظر في منهاج المدرسة، تمهيدًا لإغلاقها وتحويلها إلى معهد تكنولوجي، بنظام تعليم «إسرائيلي»".
وأكد أن "القرار سيؤثر على مجموعة كبيرة من العائلات في البلدة، فهناك ما يقارب 25 أسرة تعتاش من خلال عملها في المدرسة".
وأردف قائلاً إن "تحويل المناهج إلى مناهج «إسرائيلية» سيعمل على تسريب 130 طالبًا في المدرسة إلى معاهد مهنية بنظام «إسرائيلي»".
وأشار الشمالي إلى أن "الغريب في أمر الاقتحام، هو قدوم المفتشين من المعارف، على الرغم من أن المدرسة لم تسجل لدى المعارف «الإسرائيلية»"، على حد قوله.
من جهته، قال الناطق الإعلامي باسم اتحاد المعلمين، أحمد الصفدي، إن "استهداف الاحتلال للمناهج الفلسطينية لم يتوقف للحظة واحدة".
واستدرك الصفدي لـ"القسطل" بالقول إن "الاحتلال يحاول منذ العام 1967 بكل مؤسساته فرض المناهج «الإسرائيلية» على مدارس القدس، ولكن إصرار وممانعة المعلمين والتفاف الأهالي حولهم ضد قرارات الاحتلال قد أفشلت خططه".
وذكر أن "الهجمة على المناهج اشتدت في العام 2011، وذلك عندما فُرضت مناهج الاحتلال على المدارس الخاصة، إلا أن وقوف أهالي القدس ضد هذا القرار منع استمرار ذلك".
وتابع قائلاً إن "الهجمة عادت من جديد قبل عامين، حينما زادت بلدية الاحتلال من ميزانية التعليم، وقامت بفتح صفوف يدرس فيها المنهاج «الإسرائيلي»، في محاولة فرض حرب ثقافية على المنهاج الفلسطيني، ومحو كل ما يتعلق بالوجود العربي الفلسطيني".
وبيّن الصفدي أن "الاحتلال يشن هجمات شرسة وممنهجة على كل ما يخص الثقافة الفلسطينية، حيث نراه ينقض على المدارس الخاصة كما حصل في مدرسة اليتيم اليوم، وفي مدرستي الإبراهيمية والإيمان سابقًا".
ورأى أن "هذه الهجمة خطيرة جدًا، لأنها تريد أن تروج لمنهاج وفكر الاحتلال، وتريد أن تمنع تدريس المناهج الفلسطينية، وبالتالي طمس الهوية الثقافية العربية، ومحاربة الوعي، وخلق جيل غير واعٍ بقضيته ورموزها".
واعتبر أن "خطوة بلدية الاحتلال باقتحام المدرسة تأتي وسط ظروف غير مستقرة تمر بها المدرسة، لكثرة الإضرابات الداخلية من المعلمين والطلبة، ما يؤثر سلبًا ويشكل ضغطًا على المدرسة بمكوناتها من كافة النواحي".
وأكد الصفدي أن "لدى الاحتلال مطامع أخرى أكثر خطورة، وهي السيطرة على أرض مدرسة اليتيم العربي، نظرًا لإطلالتها على مستوطنة «عطروت»، وقربها من المصانع".
وختم بالقول إن "مواجهة قرارات الاحتلال التعسفية تجاه التعليم الفلسطيني تحتاج إلى تحرك وطني شامل من قبل مكونات الشارع المقدسي كافة، لتشكيل ضغط على الاحتلال وإجباره على التراجع".
يذكر أن الاحتلال يشن هجمة شرسة على التعليم في القدس، ومن ذلك إلغاؤه، نهاية تموز/يوليو الماضي، تراخيص ست مدارس في المدينة المحتلة، بذريعة تدريسها مضامين "تحرض على «إسرائيل»".
واستهدف القرار مدارس الايمان بأفرعها الخمسة، والتي يبلغ عدد طلابها نحو ألف و755 طالبًا وطالبة في المرحلتين الابتدائية والثانوية، إضافة إلى الكلية الابراهيمية، وعدد طلبتها نحو 288 طالبًا وطالبة.