في رمضان.. المستوطنون يستعدون لتقديم قربان "الفصح اليهودي"
القدس المحتلة - القسطل: دعا حاخامات "مدرسة جبل الهيكل" اليهود كافة، للاستعداد لتقديم قربان الفصح اليهودي، في المسجد الأقصى.
وقال الباحث في شؤون القدس، فخري أبو دياب، إن "محاولات فرض الوقائع التهويدية على المسجد الأقصى، لتغيير الوضع الديني والتاريخي، والقانوني في المسجد، باتت تزداد بتسارع ملحوظ".
وأضاف أبو دياب لـ"القسطل" أن "الاحتلال أصبح يروج لمفهوم حيازة الأقصى، بمعنى أن المسجد هو مكان مقدس لليهود، وأنه معبد يهودي، وله قدسية يهودية خالصة".
وأشار إلى أن "المؤسسة الرسمية الاحتلالية، ومنها شرطة الاحتلال، قد سحبت كل الصلاحيات من دائرة الأوقاف، وأعطتها لمنظمة الهيكل، وكأنها صاحبة الوصاية والمسؤولة عن المسجد الأقصى".
وبيّن أن "هذا التقسيم الزماني لاقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى، خلال فترة عيد الفصح الممتدة لسبعة أيام، والذي يُمنع خلاله المصلون من التواجد في ساحات المسجد الأقصى، بالتزامن مع رمضان، سيحدث ردة فعل من المصلين في المسجد" مشيرًا إلى أن "الأوضاع لن تكون هادئة خلال الفترة المقبلة القريبة".
وأكد أن "الأوضاع السياسية تسير بصالح منظمات العودة إلى الهيكل وجبل الهيكل، والتي أصبحت لها قوة وسيادة وأصبح لديها وزارات سيادية في عهد وزير أمن الاحتلال إيتمار بن غفير".
وتابع: "بدأ العد التنازلي لفرض وقائع تهويدية على المسجد الأقصى، بسحب كل الصلاحيات وإعطائها جهة الهيكل، التي تم الاعتراف بها بشكل رسمي، وكل الجمعيات اليهودية الأخرى، التي تسعى إلى بلبلة الأوضاع".
وأشار إلى أن "الاقتحامات ستزداد مع زيادة محاولات فرض الوقائع على المسجد من قبل الاحتلال، وتهيئة القدس والمسجد الأقصى للأعياد التوراتية القادمة، منها عيد الفصح الذي سيكون كابوسًا على المسجد الأقصى".
واستطرد "سيفرض الاحتلال خلال عيد الفصح القادم، الكثير من التغيرات داخل المسجد الأقصى، بالوقائع التلمودية، وسيتم استغلال وجود حكومة داعمة للتوجهات، وتحمل نفس أيديولوجيا جماعات الهيكل، ما سيجعل الظروف مواتية لهم، لفرض وقائع تهويدية".
وأكد أبو دياب أن "صمام الأمان للحفاظ على المسجد الأقصى وإفشال المؤامرات، هو الدعوة لشد الرحال بشكل دائم ومكثف، طوال الفترة القادمة، وحتى بعد رمضان".
بدوره، أشار المختص بشؤون القدس جمال عمرو إلى إن " هناك تصاعد واضح، في أداء الطقوس الدينيّة اليهوديّة علنًا وبحماية شرطة الاحتلال «الإسرائيليّ»"
وتابع "أدى المستوطنون كافة الطقوس في «عيد المساخر - البوريم»، قبل أسبوعين، بحماية كبيرة من شرطة الاحتلال".
وأكد عمرو لـ"القسطل" أن "الاحتلال الإسرائيلي يتحجج بهذه الأعياد لتسهيل اقتحامات المستوطنين، وتقليل عدد المصلين في المسجد الأقصى، قدر المستطاع".
واستدرك بالقول إن "ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية، وكافة الجماعات الدينية التابعة لها هو أمر خطير، يهدف إلى ترسيخ يهودية المسجد الأقصى، باعتباره جبل الهيكل".
وأوضح أن "الأعياد اليهودية تعمل على تعزيز الاقتحامات" مشيرًا إلى أن "من المتوقع أن يحتفل آلاف المستوطنين بعيدهم، بالتزامن مع العشر الأواخر من رمضان، في الوقت الذي يعتكف فيه المصلون".
وشدد عمرو على أهمية "المواجهة ومواصلة الاعتكاف في المسجد الأقصى، لمواجهة وإفشال كل مخططات الاحتلال، وعلى كل الفلسطينيين أن ينخرطوا في هذه المواجهة".
يذكر أن الحكومة الإسرائيلية والحاخامات أعطوا موافقة رسمية على طلب منظمة "عائدون للمعبد" للسماح لها بذبح قربان «الفصح اليهودي» في نيسان/إبريل القادم داخل المسجد الأقصى المبارك.