استهداف استيطاني مكثف يهدد سلوان..ومخطط القطار الهوائي التهويدي قيد التنفيذ
القدس المحتلة - القسطل: ذكرت منظمة "عيمق شفيه" العبرية، في بيان أصدرته اليوم الجمعة، أن حكومة الاحتلال تمضي قدمًا في مخطط القطار الهوائي "التلفريك" الذي يربط غربي القدس مع شرقي القدس، لصالح المستوطنين وتأمين اقتحاماتهم للمسجد الأقصى.
وقالت المنظمة في بيانها إن الاحتلال يسوق للمخطط على أنه مشروع سياحي، وفي الواقع هو تعزيز سيطرة المستوطنين في سلوان، من خلال علم الآثار والمواقع السياحية، مع نهب ومحو الوجود الفلسطيني هناك.
ويقول الباحث المقدسي، فخري أبو دياب إن "حكومة الاحتلال ماضية ومصممة على حسم موضوع القدس، وتشويه المعالم فيها".
وأكد أبو دياب لـ"القسطل" أن "الاحتلال سيعمل على مصادرة مئات الدونمات من المقدسيين، عن طريق مشروع القطار الهوائي التهويدي، ضمن خطط الحكومة «الإسرائيلية»، من خلال مصادرة الأراضي ووقف تمددها وتطورها، ومنع المقدسيين من الانتفاع بها".
وأشار إلى أن "المشروع سيلغي خط الهدنة بين أراضي فلسطين المحتلة (67،49)، وسيعمل على زيادة أعداد المستوطنين الذين يستخدمون القطار الهوائي، الذي يبدأ من الجزء الغربي لمدينة القدس، وصولًا إلى الجزء الشرقي، بالقرب من المسجد الأقصى والبلدة القديمة؛ لزيادة وسرعة وتسهيل وصول المستوطنين للاقتحامات".
وأوضح أن "حكومة الاحتلال تهدف إلى تغيير التركيبة السكانية في القدس، وإغلاق الأفق في محيط المسجد الأقصى، وخنق المعالم التاريخية في المدينة، وتشويه المنظر والطراز المعماري للبلدة القديمة، وطمس المعالم التي تدل على هويتها الإسلامية العربية".
وأضاف أن "المخطط يعتبر من ضمن المشاريع الأضخم والأكبر والأخطر على القدس، حيث أنه سيتم سلب الكثير من أراضي المقدسيين، مع تغيير المشهد العام للمدينة".
واستدرك أن "الاحتلال قد بدأ بتطبيق صياغة تاريخ مزور لواقع مدينة القدس، ويعمل على إضافة مشاريع حديثة لتدعيم رواياته الكاذبة".
واستطرد بالقول إن "الاحتلال يخصص ميزانيات ضخمة بكل الإمكانيات من أجل هذا المشروع، والذي يعتبره الكيان المخطط الأهم من أجل تحقيق مطامعه في السيطرة على القدس بشكل كامل".
بدوره، أشار الباحث المقدسي عبد الكريم أبو سنينة إلى أن "الاحتلال يستهدف سلوان بشكل واضح، باعتبارها الحامية الجنوبية الشرقية للمسجد الأقصى".
وبيّن أبو سنينة لـ"القسطل" أن "القطار الهوائي سيمتد من أعلى سلوان، وصولًا إلى جهة باب النبي داود ومن ثم باب المغاربة والأسباط، والطور".
وأكد أن "المشروع يمثل عملية اعتداء واسعة على الأراضي المقدسية في بلدة سلوان، ويعد من أخطر المشاريع التهويدية، التي ستنفذ في القدس، والذي يهدف إلى تغيير ملامح المدينة وتهويدها".
وأردف بالقول إن "المشروع يقع ضمن منطقة الحوض الطبيعي للبلدة القديمة، التي يسميها الاحتلال بـ"الحوض المقدس"، ويسيطر على الكثير من الأراضي من بلدة سلوان ضمن المخطط، حيث صادر الاحتلال كل الأراضي، التي تقع أسفل المشروع، بمساحات واسعة؛ حتى لا يتبقى أي مظهر عربي، ويكون المشهد يهوديًا خالصًا من الدرجة الأولى".
وأشار إلى أن "سياسة بناء المشاريع التهويدية ومصادرة الأراضي الواقعة في سلوان، تقع ضمن سلسلة هدم البيوت، ومصادرة الأراضي، وهدم الأحياء السكنية ومصادرتها".
وختم بالقول إن "سلوان هي محط الأنظار الأول للاحتلال، وهدفه الأبرز تقليل أعداد المقدسيين فيها، واستهداف بيوتهم، ما أسفر عن ازدياد عدد المشاريع الاستيطانية فيها منذ العام 2022 بشكل ملحوظ".
ويذكر أن دولة الاحتلال تسخر كل إمكانياتها لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى وقبل ذلك تغييره في سلوان، إذ إن الاحتلال صرف أكثر من 52 مليار شيقل على تهويد سلوان منذ العام 2010 حتى نهاية 2022.