شخصيات مقدسية تحذر من المشاركة في انتخابات بلدية الاحتلال بالقدس
القدس المحتلة - القسطل: حذرت شخصيات مقدسية من المشاركة في انتخابات بلدية القدس، وأصدر مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين، فتوى بتحريم المشاركة أو الترشح للانتخابات.
وقال نائب رئيس دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، ناجح بكيرات، إن "انتخابات البلدية لا تعنينا، والمشاركة فيها تعد تلميعًا لصورة الاحتلال، وضربة للهوية والثقافة المقدسية".
وأضاف بكيرات لـ"القسطل" أن "الاحتلال فرض علينا عدة قوانين، ولن نكون أداة لتلميع مؤسسة احتلالية خلقت للمقدسيين ظروفًا قاهرة، وهدمت بيوتهم واعتدت على ممتلكاتهم، ولم توفر لهم الخدمات اللازمة".
وأشار إلى وجود "بعض الآراء التي تنادي بدخول انتخابات القدس" موضحًا أن "تلك الجهات والأشخاص ليست مقدسية بل هي وافدة على المدينة، غير مرتبطة بالثقافة والنسيج المقدسي".
وتابع بالقول: "ندعو المقدسيين إلى مقاطعة انتخابات بلدية الاحتلال، وعدم التعاطي معها، لأن التعامل معها بأي شكل من الأشكال، يعد ضربة وخلخلة لوجودنا، وإعطاء شرعية للاحتلال أن يفعل ما يشاء في حياتنا اليومية الثقافية والإنسانية".
واستطرد أن "على المقدسيين مقاطعة هذه الانتخابات وعدم الخوض فيها، لأن القدس جزء لا يتجزأ من الأراضي التي احتلت عام 1967، ونحن جزء من الشعب الفلسطيني برمته وبالتالي لا يمكن أن نتنازل عن هويتنا وثقافتنا".
وأكد أن "دخولنا في انتخابات بلدية الاحتلال سواء بالترشح أو الانتخاب يجعلنا أداة تستعمل لشرعنة جرائم الاحتلال".
وحرّم مجلس الإفتاء الأعلى الفلسطيني المشاركة في انتخابات بلدية القدس ترشحًا وانتخابا، حول ذلك يقول رئيس مجلس الإفتاء الأعلى، محمد حسين، إن "انتخابات بلدية القدس باطلة، كون الجهة التي تمثلها هي الاحتلال".
وأضاف حسين لـ"القسطل" أن "المشاركة في انتخابات بلدية الاحتلال بمختلف أنواعها، تعد مخالفة واضحة وصريحة للشرع والإجماع الوطني الرافض لهذه المشاركة".
وأشار إلى أن "البلدية هي أداة لحكومة الاحتلال في هدم منازل المقدسيين، وإقرار المشاريع الاستيطانية في المدينة".
وأكد أن "المشاركة في انتخابات البلدية تعد موافقة على سياسات بلدية الاحتلال القسرية المتخذة ضد المقدسيين، في التضييق عليهم، وحرمانهم من حقوقهم".
من جهتها، قالت المرابطة المقدسية، هنادي الحلواني إن "الاحتلال يخطط منذ مدة طويلة في توريط الفلسطينيين بإدخالهم في عملية انتخابات بلدية الاحتلال بالقدس، تحت ذريعة أن المشاركة ستحقق لهم حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية".
وأكدت الحلواني لـ"القسطل" أن "مجرد المشاركة في مثل هذه الانتخابات يعد موافقة كاملة على مخططات الاحتلال وقبولًا صريحًا فيها".
وأضافت أن "أي توجه للدخول في انتخابات البلدية هو اعتراف بشرعية الاحتلال في القدس، وموافقة على قرارات هدم المنازل، وبناء المستوطنات".
ودعت المرابطة المقدسية، خديجة خويص: "الجمهور المقدسي إلى نبذ هذه الانتخابات، وعدم المشاركة بها، ترشحًا وانتخابًا".
وأوضحت خويص لـ"القسطل" أن "الاحتلال يحاول أن يكسب الشرعية من خلال الجمهور المقدسي في مدينة القدس لذلك يفتح باب الترشح والانتخاب للبلدية ومرافقها، لذلك تعد المشاركة في الانتخاب والترشح، اعترافًا بشرعية الاحتلال في هذه المدينة المقدسة".
وأشارت إلى أن "الخطورة تكمن في أن الترشح والانتخاب يعني الاعتراف بـ"إسرائيل"، بالإضافة إلى تطبيع الجمهور المقدسي المترشح والمنتخب عن الموافقة بوجود الاحتلال".
وأكدت أن "بلدية الاحتلال في القدس هي إحدى أدوات تدمير حياة المقدسيين والقضاء على المعالم الإسلامية في المدينة، ولا فرق بينها وبين أذرع الاحتلال الأخرى، التي تقمع أبناء شعبنا".
وختمت بالقول: "بطبيعة الحال لا يمكن أن تكون العلاقة بين الشعب والمحتل طبيعية، بل هي علاقة عداء، لا يوجد فيها تعايش ولا سلم".