محللون مقدسيون يتوقعون استمرار العملية العسكرية وتوسعها لتشمل مناطق أخرى

محللون مقدسيون يتوقعون استمرار العملية العسكرية وتوسعها لتشمل مناطق أخرى
صورة تعبيرية

القدس المحتلة - القسطل: تحدث باحثون مقدسيون اليوم الاثنين، عن أن قوات الاحتلال تنوي تنفيذ عمليات عسكرية في مناطق مختلفة، بأهداف محددة.

ومنذ فجر اليوم، بدأ جيش الاحتلال، بشن عملية عسكرية واسعة بمدينة جنين ومخيمها، استخدم فيها طائرات مروحية ومسيرات وقوات برية، أسفرت عن استشهاد 9 فلسطينيين وإصابة أكثر من 50، بينهم 10 في حالة خطرة.

يقول المحلل السياسي المقدسي، راسم عبيدات، إن "من بعد الكمين الذي نفذته قوى المقاومة في جنين ومخيمها بحق آليات دولة الكيان، وتفجير أحدث آلياته المعروفة بـ«النمر» بعبوة جانبية تزن 40 كغم، التي تذكرنا بالعبوات الناسفة الجانبية في الجنوب اللبناني قبل تحرير جنوبه (البقاع)، وما تلاها من عملية قتل 4 مستوطنين في مستوطنة «عيلي» الواقعة بين نابلس ورام الله، يؤكد على أن دولة الكيان ستعمد إلى القيام بعمليات عسكرية ضمن أهداف محددة".

وأوضح عبيدات لـ"القسطل" أن "القرار قد اتخذ في الاجتماع الذي عقده نتنياهو عقب جلسة المشاورات في مقر قيادة جيش الكيان المركزية، بتغيب بن غفير عنها، من خلال إجراء مشاورات أمنية وسياسية مع قادة حكومته والمعارضة «الإسرائيلية»، بالإضافة إلى أمريكا والعديد من الدول الأوروبية وتحديدًا بريطانيا وفرنسا، وبعض أطراف النظام الرسمي العربي الوظيفي، ولذلك العملية العسكرية التي تجري وتتواصل بحق جنين ومخيمها ويشارك فيها أكثر من ألف جندي وعشرات الآليات العسكرية والطائرات المسيرة والحربية، تختلف عن العمليات السابقة" مشيرًا إلى أن "الحرب هذه المرة تتعلق باستعادة قوة الردع، وتدمير بؤر وهياكل قوى المقاومة الفلسطينية في جنين ومخيمها، وتصفية واعتقال أعضاء تلك الخلايا المسلحة والمقاومين".

وأكد أن "الهجمة على جنين عاصمة «الشعلة المسلحة»، هي ليست فقط بقصد التصفية والاغتيال والتدمير، وهذا واضح من اسم العملية «بيت وحديقة»، بل لها بعد سياسي استيطاني واضح" مشيرًا إلى أن "ما يجري من قبل الحكومة الفاشية يصب بمخطط الاستيطان وإبادة أكبر عدد من الفلسطينيين، حيث يجري إغراق الضفة الغربية والقدس بـ« تسونامي» استيطاني، بقصد ضم أكبر مساحة ممكنة من الضفة، وخاصة المناطق التي لها بعد ديني توراتي، وبذلك يصبح هذا المشروع الاستيطاني التهويدي قابل للحياة".

وأشار إلى أن "في خطط دولة الاحتلال، لا بد من تصفية بؤر المقاومة الفلسطينية وتحديدًا في جنين ونابلس، أي تغيير ميزان القوى مع المقاومة، ولذلك هذه العملية العسكرية الواسعة في جنين ومخيمها، ستتلوها عمليات أخرى في نابلس ومخيماتها وبعض مناطق الضفة الغربية، أريحا ومخيم عقبة جبر، وستمتد إلى مناطق أخرى في الوسط والجنوب".

واستدرك أن "بعد كل هذا الوضوح والانكشاف، فإنه من العار والخزي أن يستمر البعض باجترار الحديث عن وهم حل الدولتين وما يعرف بالشرعية الدولية، في ظل صفعات متتالية توجهها حكومة الكيان لتلك السلطة التي تريدها فقط وكيلًا أمنيًا لها مقابل بقائها" مشيرًا إلى أن "رئيس وزراء الكيان هو من صرح عن ذلك في اجتماع مغلق لـ«كابينت» المجلس الأمني والسياسي المصغر".

بدوره، يقول الباحث المقدسي، جمال عمرو إن "الاحتلال يحاول أن يستعيد قوة الردع بعد فشله وانهزامه في حربه الأخيرة مع غزة".

وأضاف عمرو لـ"القسطل" أن "الاحتلال يحاول أن يبذل جهودًا عسكرية؛ لإعادة فرض نفوذه على المنطقة، ولكن شبان مخيم جنين لن يتوقفوا أمام كل ما يحصل، ولن يثنيهم عن عزمهم في مقاومة الاحتلال بقوتهم وإصرارهم".

وأشار إلى أنه "من المتوقع أن تطول فترة الحرب، حيث لن تقف قوى المقاومة أمام ما يتسبب به الاحتلال من إجرام في جنين والضفة، بل ربما تكون هناك حرب واسعة من غزة، وبلدات الضفة الغربية".

وختم بالقول إن "استهداف جنين يعني أن الاحتلال قد تجرأ على تجاوز الخطوط الحمراء مع أبناء المخيم الأبطال، ومن المتوقع أن يكون الاحتلال قد خطط لاقتحام نابلس أيضًا في الأيام القادمة" موضحًا أن "الحرب القادمة صعبة ومختلفة".

من جهته، يقول رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد، ناصر الهدمي، إن "الجريمة التي ترتكبها سلطات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني وبحق مدينة جنين ومخيمها تعبر عن إجرام وبشاعة الاحتلال الذي يستخدم أعتى أسلحته المدمرة في مواجهة مخيم محاصر أعزل و مدنيين من رجال ونساء وشيوخ وأطفال".

وأكد الهدمي أن "دولة الاحتلال، لم تستطع  حسم الصراع وبقي الشعب الفلسطيني محافظا على هويته ووجوده وقدرته على المقاومة طوال السنوات".

واشار إلى أن "ما حدث يؤكد ‏فشل محاولات تحييد الشعب الفلسطيني وبالذات في الضفة الغربية وعودة هذا الشعب العظيم إلى المربع صفر في صراعه وعلاقته مع الاحتلال، وقدرة الشعب الفلسطيني على تشكيل تهديد وجودي لدولة احتلال دخيلة حتى ولو كان أعزلا وبدون جيش".

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: