أزمة خطيرة تهدد أطفال سلوان..باحثون يطالبون الأهالي بالتحرك العاجل لوقف أنشطة المراكز الجماهيرية "الإسرائيلية" في البلدة
القدس المحتلة - القسطل: أعلنت شرطة الاحتلال الجماهيرية في القدس، اليوم الأربعاء، عن أنشطة صيفية مجانية، ضمن مخيم للأطفال المقدسيين في بلدة سلوان، جنوبي المسجد الأقصى، مع عقد أنشطة صفية حول خطورة المخدرات.
ويقول الباحث المقدسي، ورئيس لجنة حي وادي الربابة، عبد الكريم أبو سنينة إن "الاحتلال لم يكتف بسجن الفلسطينيين والتسبب بإعاقات جسدية لهم، بل يريد أن يكوّن لدى المقدسيين إعاقات عقائدية وفكرية شاملة" مشيرًا إلى أن "هذا الغزو الذي يقوم به الاحتلال في مدينة القدس ينافي الواقع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني في جنين وغزة".
وأوضح أبو سنينة لـ"القسطل" أن "افتتاح المراكز الجماهيرية في المنطقة؛ هو محاولة لترويض المقدسيين، لجعلهم أدوات سلسة بأيدي الاحتلال، وليكونوا الممثل الأول لأجندته".
وأكد أنها "سياسة خطيرة، ويجب على كل مقدسي أن يجاهر بحربه ضد هذه المراكز الجماهيرية، والمخيمات، التي تقوم بها شرطة الاحتلال، التي تسرق وتدمر أراضيهم، وتهدم بيوتهم وتعمل على تهجيرهم".
واستدرك أن "شرطة الاحتلال تدعي أنها تحاول تثقيف أبناء المقدسيين على ممارسات ضد العنف، وهم من يطبقون العنف على المقدسيين في المنازل والشوارع والسجون كل يوم وكل دقيقة".
واستطرد بالقول إن "على المقدسيين تكثيف الوعي ضد حملات المراكز الجماهيرية، التي تهدف إلى القضاء على الأجيال المقدسية؛ لتحويلها إلى أجيال مرتبطة بالكيان الصهيوني بامتياز، مع تربيتهم على التعايش والتطبيع".
وتابع بالقول إن "إذا كان الاحتلال قد سيطر على كثير من أجندة التعليم في القدس، يلزمنا الأمر إلى ضرورة التحرك العاجل والضروري من قبل مؤسسات التعليم الفلسطينية الخاصة والحكومية، والمؤسسات الرسمية الفلسطينية جميعًا، والمواطنين المقدسيين كافة".
وشدد أن "على الأهالي المقدسيين الوقوف في وجه هذه الممارسات، والخطوات المدمرة للعقيدة، والتي تنتهك القضية الفلسطينية بسهولة وبشكل واضح وصريح".
من جهته، يقول رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد، ناصر الهدمي، إن "الأندية الصيفية التي تديرها مراكز الخدمات الجماهيري، تعنى بترسيخ الصفة الثقافية والاجتماعية الإسرائيلية".
وأضاف الهدمي لـ"القسطل" أن "هدف هذه المراكز هو تحسين صورة الاحتلال، وترويض المجتمع المقدسي بكل شرائحه على القبول به".
وأشار إلى أن "مراكز الخدمات الجماهيري تمثل بلدية الاحتلال بالقدس، ومرتبطة بكل الأنشطة الإجرامية الصادرة عن أذرع الاحتلال المختفلة".
وأوضح أن "حكومة الاحتلال قد أنشأت مثل هذه المراكز؛ لخداع العقول المقدسية ومحاولة السيطرة عليها ضمن السياسة الإسرائيلية".
وختم بالقول إن "الاحتلال يحاول السيطرة على العقل قبل الأرض، ليكون من السهل جدَا في المستقبل القريب، السيطرة على الأرض باقتناع أجيال قد تعرضت للأسرلة، وتشوه تفكيرها الثقافي العربي، بعيدًا عن مبادئ القضية الفلسطينية".
بدوره، يقول رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين، أمجد أبو عصب، إن "سلطات الاحتلال تستهدف الأطفال في مدينة القدس، ليس فقط عبر التشريعات الظالمة وإنما عبر سياسة الاعتقال والإبعاد والحبس المنزلي، وكذلك عبر المراكز الجماهيرية، التي تهدف دائمًا إلى أسرلة عقل الطفل، وانتزاع أفكار من ذاكرته، واستبدالها بزراعة مفاهيم مسمومة، وأيضا عبر نشر المخدرات أمام بوابات المدارس التي يقوم ببيعها العملاء بأسعار زهيدة، بحجة أنها مخدرات قانونية".
وأكد أبو عصب لـ"القسطل" أنه "يوجد لدى الاحتلال مخطط كامل لاستهداف الطفولة المقدسية، وكل ذلك من أجل الانقضاض على مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك وتفريغهما".
يسعى الاحتلال من خلال تلك المراكز الجماهيرية، إلى تطبيع العلاقات بين الأطفال المقدسيين و"الإسرائيليين" وتحسين صورة جيش الاحتلال إعلاميًا أمام العالم، وزرع الرواية الصهيونية في عقول ووعي طلبة المدارس المقدسيين من خلال أنشطة ترفيهية تهدف إلى اختراق المجتمع المقدسي وإضفاء طابع الرحمة على الاحتلال.