حشد وتحريض لـ"هدم الأقصى".. دعوات استيطانية لاقتحامٍ واسعٍ في "ذكرى خراب الهيكل"
القدس المحتلة - القسطل: تحيي "جماعات الهيكل" سنويًا، "ذكرى خراب الهيكل"، وذلك من خلال حشد أكبر عدد من المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى في هذا اليوم، وتأدية الصلوات التلمودية وكافة الطقوس المتعلقة بهم.
يقول الباحث المقدسي، جمال عمرو إن "حكومة المستوطنين الفاشية تسعى لتهويد القدس، وتعمل على محاولة حسم ملف المسجد الأقصى، من خلال سياسات الاحتلال الوقحة، بتوسيع الاقتحامات وأعداد المقتحمين، وسيطرتها على المسجد وفرض طقوس جديدة، وإقامة كافة الصلوات التلمودية".
وأكد عمرو لـ"القسطل" أن "تأدية المستوطنين لصلاة «بركة الكهنة» نصف السنوية، التي تعرف بالعبرية باسم «بيركات هكوهانيم»، هو تطور خطير وغير مسبوق في باحات المسجد الأقصى".
ورأى الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص أن "حكومة الاحتلال تحاول في إطار سعيهم المحموم للتأسيس المعنوي للهيكل المزعوم بفرض كافة الطقوس التوراتية في المسجد الأقصى المبارك؛ من خلال مقتحمين من جماعات الهيكل يؤدون طقوس «بركة الكهنة» بشكل جماعي في الجهة الشرقية من ساحة المسجد".
وأضاف ابحيص لـ"القسطل" أنه "منذ العام 2019 باتت جماعات الهيكل المتطرفة تعتبر التأسيس المعنوي للهيكل هدفها المرحلي الذي تسعى إلى لفرضه إلى جانب التقسيم الزماني والمكاني، وتعمل على توظيف الأعياد اليهودية في سبيل ذلك".
واستدرك أن "جماعات الهيكل تحشد جمهورها اليوم لفرض اقتحام واسع في يوم الـ27 من تموز/يوليو الجاري، في «ذكرى خراب الهيكل» التوراتية؛ وهو التاريخ الذي يصادف الذكرى السادسة لانتصار باب الأسباط ويوم التاسع من محرم بالتقويم الهجري".
وأشار إلى أنه "بالتزامن مع تاريخ «الخراب»، تحل الذكرى السادسة لنصر باب الأسباط وتفكيك البوابات الإليكترونية، وتصادف يوم خميس كما كان يوم الانتصار ذاته".
وأوضح أن "«ذكرى خراب الهيكل»، تعد يومًا للأحزان والمراثي ويومًا لتجديد العهد مع تأسيس الهيكل وإزالة المسجد الأقصى من الوجود ليتجدد التحدي".
وتابع بالقول إن "جماعات الهيكل تهدف خلالها إلى تحقيق أكبر رقم تاريخي للمقتحمين، وتجاوز رقمها القياسي العام الماضي والذي بلغ 2,200 مقتحمًا".
وفي حديثه، ذكر أن "هذه الذكرى التوراتية ذاتها أشعلت ثورة البراق في 1929، حين حاول المستوطنون الاستيلاء على حائط البراق بنفخ البوق ونصب الشمعدان؛ لتأتي أولى الثورات الكبرى على الاحتلال البريطاني وأولى المواجهات على هوية المسجد الأقصى المبارك".
وأضاف أن "العدوان يأتي في يوم التاسع من محرم، وعلى مدى السنوات الماضية تقاطعَ مع يوم عيد الأضحى ويوم عرفة ويوم التروية وهذا زاد الإصرار الصهيوني على اقتحام الأقصى خلاله لفرض هوية يهودية موازية للهوية الإسلامية في المسجد".
وتساءل ابحيص "في ذكرى نصر باب الأسباط، وذكرى ثورة البراق، وفي يوم تاسوعاء، هل تتجدد وقفات العز بالاعتكاف والرباط والإرادة؟".
من جهته، حذر الباحث المقدسي فخري أبو دياب "من الخطر المقبل على المسجد الأقصى مع تزايد الدعوات التي تطلقها الجماعات اليهودية لاقتحام المسجد وأداء طقوس تلمودية استفزازية".
وأضاف أبو دياب لـ"القسطل" أن "الجماعات اليهودية تحضر لاقتحامات كبرى للمسجد الأقصى بمناسبة ما يسمى بذكرى خراب الهيكل".
وكشف أبو دياب أن "ذلك يتم بموافقة ومباركة من المستوى السياسي والقضائي والأمني الإسرائيلي مشددًا على أن الكل متفق على العدوان واستباحة المسجد الإسلامي".
وأكد أن "المسجد الأقصى أمام تطورات استيطانية خطيرة، تستهدف المسجد بكل ما فيه، وحكومة الاحتلال تسعى لتهويد المسجد وإقامة مدرسة تلمودية توراتية، لافتاً إلى أنّ الاحتلال يسعى لفرض وقائع جديدة داخل باحات المسجد الأقصى المبارك".
واقتحم عشرات المستوطنين بقيادة المتطرف "يهودا غليك" صباح اليوم، باحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية مشددة من قوات الاحتلال، وقدم للمقتحمين المتطرفين شروحات وروايات تلمودية مزيفة. ونفذت مجموعات المستوطنين جولات استفزازية في ساحات المسجد، وأدوا طقوسا تلمودية في باحاته، بعد اقتحامه من جهة باب المغاربة.