في الذكرى الـ27 لهبة النفق..الأنفاق تحاصر الأقصى ومحاولات التهويد مستمرة
القدس المحتلة - القسطل: تصادف اليوم الذكرى الـ27 لاندلاع هبة النفق، التي استشهد فيها 63 فلسطينيًا، وأصيب أكثر من 1600 آخرين.
اندلعت هبة النفق في الـ25 من أيلول/ سبتمبر 1996؛ احتجاجًا على حفر وافتتاح الاحتلال للنفق الغربي أسفل المسجد الأقصى المبارك، فبعد احتلال ما تبقى من القدس عام 1967، بدأ الاحتلال بهدم حارة المغاربة الواقعة جنوب غرب المسجد الأقصى، ثم أخذ بالحفر أسفل الرواق الغربي للمسجد الأقصى حتى أحدث نفقا كبيرا يبلغ طوله 330 مترا.
الحفريات لا زالت مستمرة وتزداد عمقًا
بعد 27 عاماً على افتتاح النفق، لا زالت الحفريات متواصلة وباتت تشكل تهديدًا خطيرًا على المسجد الأقصى المبارك.
وكشف الباحث معاذ إغبارية، عن وجود نفق تحت حارة المغاربة، يمتد من أسفل سور الأقصى الجنوبي الغربي، حتى حائط البراق، موضحًا أن النفق عبارة عن قنوات مياه متفرعة. سيتم تجهيزها، لفتحها أمام السياح.
وأضاف إغبارية أن "سلطات الاحتلال ستفتتح النفق أمام السياح، بعد تجهيزه وإزالة ما بداخله، موضحًا أن الاحتلال سيمحو كل الآثار والنقوش العربية الإسلامية بداخله، لإزالة أي برهان يشير إلى الوجود العربي فيها".
وذكر إغبارية لـ"القسطل" أن "قنوات المياه أثرية قديمة، تعود لعصور طويلة، ووقوعها تحت سيطرة الاحتلال، واستغلالهم لها على كل الأوجه، سيعد خسارة لمواردنا الأثرية الغنية".
من جهته قال الباحث المقدسي، جمال عمرو، إن "النفق موجود تحت حارة المغاربة وحي الشرف، مضيفًا، بأنه ليس نفقًا عاديًا، بل هو عبارة عن شبكة من الأنفاق المعقدة، والنفق الرئيسي منها يتجه من الشمال نحو الجنوب، تجاه سلوان، وتعود هذه الأنفاق إلى العهد اليبوسي الكنعاني، وهي تندرج تحت أقدم نظام مائي في مدن العالم جميعًا، باسم النظام القدسي المائي".
يقول عمرو لـ"القسطل" إن "لهذه الأنفاق فروعًا تتجه بكل الاتجاهات تحت المسجد الأقصى، واصفًا إياها بالشبكة المعقدة بكل المقاييس".
وتابع بالقول إن "فرعًا من هذه الأنفاق يتجه نحو جسر باب السلسلة، وحديثًا يتم إنهاء العمل على نفق يتجه من هذه الشبكة نحو باب الخليل، ونفق آخر تجاه مغارة سليمان، المجاورة لباب العامود من جهة باب الساهرة، ويخترق هذا النفق البلدة القديمة، من تحت مبنى «الهوسبيس»".
واستدرك قائلاً: "نحن أمام شبكة معقدة جدًا، وأخطر جزء في الشبكة هي تلك الفتحات في الأنفاق التي تتجه نحو الأقصى، وهناك نفق كبير، يسمى «الحشمونائين» نسبة للطائفة «الحشمونية» اليهودية، يمتد من حائط البراق، تجاه المدرسة العمرية، ويتصل بأنفاق حارة المغاربة، وأيضًا له فتحات نحو المسجد الأقصى".
واعتبر أن "هذه الأنفاق تمثل خطورة كبيرة، لأن أغلب مخططاتها الهندسية مخفية، ولا يسمح الاحتلال بدخول الأنفاق ولا تصويرها".
وأكد أن "ما يحصل في المباني هو محاولة لتهويد محيط الأقصى"، معتبرًا أن "تساقط حجارة المسجد الأقصى، في طابق التسوية، والتشققات في المتحف الإسلامي، كلها مؤشرات على وجود عبث في هذه الساحة ما بين باب المغاربة والمصلى القبلي، والتي تتسع لآلاف المصلين، وإذا تم اختراقها سوف يكون هناك كارثة حلت للمسجد الأقصى".
وتعتبر سلسلة الأنفاق الأخيرة من أخطر المشاريع الاستيطانية المعقدة والمترابطة، والتي تمتد تحت المسجد الأقصى، والتي تسعى إلى محاولات تنفيذ مخططات "الهيكل" المزعوم.