فخري أبو دياب: احتمالية إدخال حجر الهيكل هو الخطر الأساسي الذي يهدد الأقصى .. ماذا تعرف أيضًا عن عيد العرش؟

القدس المحتلة - القسطل: أعلنت قوات الاحتلال فرض إغلاق شامل على الأراضي الفلسطينية ليومين، بدءاً من منتصف ليلةالجمعة 29 أيلول/سبتمبر، حتى منتصف ليلة الأحد، بناء على تقييم الوضع الأمني، تزامنًا مع بدء "عيد العرش" اليهودي. 

عيد العرش هو من الأعياد التوراتية، ويعتبر من أعياد الحج الثلاثة، المتعلقة بما يسمى "جبل الهيكل"، ويشكل هذا العيد خطرا وكابوسا على المسجد والقدس. 

ويقول الباحث المقدسي، فخري أبو دياب "للقسطل": "يستغلّ المستوطنون هذا العيد للمزيد من الاقتحامات، وإدخال قرابين نباتية مختصة بهذا العيد، وهي رموز مرتبطة بتنظيم "عيد العرش".

"ويُستغل العيد لجعل مدينة القدس طاردة للمقدسيين؛ لجلب مزيد من المستوطنين، من خلال إغلاق الطرق، التضييقات، وتشديد قبضة الاحتلال على القدس، والأحياء العربية وخنق البلدة القديمة".

ويؤكد أبو دياب أن "الاحتلال يسعى لتضييق وخنق الاقتصاد؛ لإتاحة الفرصة وإفساح المجال أمام آلاف المتطرفين لاستباحة القدس بشكلٍ خطير".

ويحاول الاحتلال في هذا العيد- خاصة أنه ثمانية أيام-، العمل على فكرة ترسيخ الوجود اليهودي في مدينة القدس بجلب مزيد من المستوطنين من كافة أنحاء فلسطين التاريخية؛حيث يسمح لهم بهذا العيد بالتنقل عبر الحافلات في عدة أيام لمدينة القدس، وليس مثل أعياد رأس السنة العبرية أو الغفران، وهناك يوم يسمى بركة الكهنة، حيث يصل أكثر من ٧٠-٨٠ ألف مستوطن إلى حائط البراق. 

ويشير أن "كل هذا بحاجة إلى تأمين وصول المستوطنين ووجودهم وأداء طقوسهم التلمودية وصلواتهم في الحائط الغربي للمسجد الأقصى، وهذا يتطلب إغلاق كثير من الأحياء المقدسية وخاصة المحيطة بالمسجد الأقصى، ومنع الفلسطينيين المقدسيين من الدخول والخروج من البلدة القديمة إلا ما ندر".

ويعمل الاحتلال على محاولة فرض سيادته في هذا العيد بتواجدهم بشكل كثيف وكبير جداً، بالإضافة للاقتحامات المتتالية للمسجد الأقصى. 

ويوضح أبو دياب أن "هذا العيد واقتحاماته يستفز المسلمين ويشعل غضبهم، وسبق أن كان هناك الكثير من الاقتحامات التي أدت إلى مجازر ضد المقدسيين، وارتقاء الكثير من الشهداء وإصابة الجرحى؛ ولذلك، يحاول الاحتلال في هذه الأعياد تفريغ القدس والبلدة القديمة من المقدسيين عن طريق الإبعادات".

ويشكل هذا العيد كابوساً حقيقياً على المسجد الأقصى، بسبب ازدياد الاقتحامات أكثر من الأعياد الماضية، رأس السنة العبرية أو يوم الغفران، لأن المتطرفين يحاولون ربط هذا العيد مع المسجد الأقصى بالذات، لإثبات صلة بين الأعياد اليهودية والمسجد الأقصى وإثبات أحقيتهم. 

الخطر الأكبر على المسجد 

وبحسب أبو دياب، يحاول الكثير من المتطرفين إدخال ما يسمى "بحجر الأساس" لبناء الهيكل المزعوم، "وقد حصل سابقاً وكانت ردات الفعل بهبات وانتفاضات ومنع وإفشال هذه المخططات".

وأضاف: "أظن أنهم سيُقدِمون هذه المرة على شيء ما يُخطَّط للمسجد لوجود هذه الحكومة المتطرفة والتي هي جزء من جماعات الهيكل". 

ويؤكد أن الحكومة تعمل الآن على تحقيق مكاسب لدى المستوطنين والمتدينين اليهود عن طريق فرض وقائع تهويدية على المسجد، وربما تكون محاولة اقتحام منطقة باب الرحمة لفرض وقائع تهويدية عليها، قد تكون بداية وضع قدم لهم داخل المسجد المبارك، ولذلك التخوف الآن أنهم يخططون لشيء ما داخل المسجد.

ولذلك فإن التواجد والرباط وشد الرحال في هذه الفترة تحديداً هي الوسيلة الأنجح، لإفشال مخططات الاحتلال ومستوطنيه.

ويختم بقوله إن "هذه الفترة عصيبة جداً على المسجد الأقصى وهي بحاجة إلى يقظة من الفلسطينيين والمقدسيين وحتى من الأمة بشكل عام".

ويبدأ "عيد العرش"- آخر أعياد الاحتلال الثلاثة (عيد الفصح، عيد الأسابيع، عيد العرش) - في 29 أيلول/سبتمبر الجاري ويستمر حتى السادس من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل ويرتبط بذكرى ضياع اليهود في صحراء سيناء وسكنهم تحت المظلات وفي الخيام.

رابط مختصر