مختصون لـ"القسطل": ما يشهده الأقصى من اقتحامات ضخمة ينذر بمخاطر تهويدية جديدة على الأقصى تحتاج إلى مواجهة متينة

مختصون لـ"القسطل": ما يشهده الأقصى من اقتحامات ضخمة ينذر بمخاطر تهويدية جديدة على الأقصى تحتاج إلى مواجهة متينة
أكثر من ألف مستوطن يقتحمون المسجد الأقصى خلال العرش التوراتي

القدس المحتلة - القسطل: في تصعيد خطير على المسجد الأقصى، اقتحم أكثر من ألف مستوطن، صباح اليوم الاثنين، المسجد الأقصى، بالتزامن مع "عيد العرش" العبري، واعتدت قوات الاحتلال على المرابطين المقدسيين بالقرب من باب السلسلة، واعتقلتهم، وأدى المستوطنون طقوسًا توراتية علنية في باحات المسجد الأقصى المبارك.

قال رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد، ناصر الهدمي إن من "الواضح جدًا تصعيد سلطات الاحتلال في هذا الموسم من الأعياد بالذات، في فترة تقوم فيها الحكومة الأكثر تطرفًا، وفاشية، بتنفيذ الوعود التي قطتعها للناخبين: بأنها ستقوم بتغيير الواقع الموجود في المسجد الأقصى المبارك، وستظهر السيادة اليهودية على الأقصى ومدينة القدس".

وأوضح الهدمي لـ"القسطل" أن "ما نشاهده الآن هو حرص سلطات الاحتلال على تطبيع الوجود اليهودي داخل ساحات المسجد الأقصى المبارك، سواء عبر تكرار وتكثيف عمليات الاقتحام، أو عبر ما يقوم به المقتحمون من طقوس تلمودية، وتهريب للقرابين النباتية والحيوانية، وكل ما يقومون به من إجراءات سواء كانت قديمة أو حديثة بما يخص الأقصى".

وأكد أن "الهدف من التطبيع، هو الوصول إلى مرحلة، يدّعي فيها الاحتلال أن الأوان قد آن ليتم اقتسام جزء من المسجد الأقصى المبارك، ليصبح خاصًا باليهود، ووجود المستوطنين جزء من برنامج الأقصى، فمن الضروري لدى حكومة الاحتلال أن تنفذ أمر اقتطاع جزء يتم فيه أداء طقوسهم التلمودية، بعيدًا عن تدخلات ومناوشات المسلمين، وأي مواجهة ممكن أن تحدث".

وأستدرك أن "ما يحصل في المسجد الأقصى اليوم، يؤسس للمرحلة القادمة من التقسيم، حتى يصبح واضحًا للعيان؛ بحيث يتضح أننا بدأنا في مرحلة جديدة لتأسيس جبل الهيكل".

المرابطون هم الخط الوحيد في الدفاع عن المسجد الأقصى..أين هو الدور المؤسساتي من الدفاع؟

يقول المحلل السياسي، راسم عبيدات: "نشهد حالة من التجاهل العربي والإسلامي لما يحدث من إجرام المستوطنين داخل المسجد الأقصى المبارك".

وأشار إلى أن "قوات الاحتلال ترتكب انتهاكات خطيرة بحق الفلسطينيين خاصة في مدينة القدس المحتلة، واقتحامات المستوطنين تتم بمباركة المستوى السياسي الرسمي الصهيوني بقيادة عدد من الوزراء المتطرفين، بصمت تام من المؤسسات المحلية والعربية".

وأردف بالقول: "لا يمكن الرهان على المستوى العربي المنهار المهرول نحو التطبيع مع أعداء الإسلام، نعول على الشرفاء وكل من لم يفقد بوصلته تجاه المسجد الأقصى المبارك من الأمة العربية والإسلامية".

بدوره، قال الباحث المقدسي، خالد عودة الله، إن "قضية الاقتحامات هذا العام تختلف عن سابقها، بعد التغيير في بنية الحكومة الصهيونية، برعاية حكومية يمينية أشد تطرفًا، وهذا ينذر بخطورة الوضع".

وأضاف عودة الله لـ"القسطل" أن "اقتحامات المستوطنين تتزامن مع عيد العرش العبري، والذي يمكن أن يؤدي إلى تغيير الوضع القائم في مشروع تهويد المسجد الأقصى".

وأشار إلى أن "المسجد الأقصى في مرحلة خطيرة، بمحاولة فرض وقائع جديدة على الأرض، وبحاجة إلى ردات فعلية حقيقية، من أجل تحصين المسجد من عملية التهويد".

وأكد أن "المرابطين في المسجد الأقصى لن يستسلموا وسيكون هناك جهود متواصلة منهم، ولكن الإشكالية أن هذه الجهود لا توجد لها رعاية مؤسساتية ورسمية".

وشدد على "ضرورة تفعيل الوصاية الهاشمية على المسجد الأقصى، وأن يكون هناك تلويح بمراجعة العلاقات مع الكيان الصهيوني".

كيف تتفعل سبل المواجهة الحقيقية في وجه مخططات التقسيم؟

 يقول نائب مدير عام الأوقاف الإسلامية في القدس، ناجح بكيرات إن "خطة التقسيم المكاني، التي يعمل الاحتلال على فرضها منذ عشرات الأعوام، باتت اليوم تشكل خطرًا حقيقيًا ولا سيما أن من الواضح وجود إصرار ملح على خطة عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب الليكود عاميت هليفي".

وأضاف بكيرات لـ"القسطل" ان "الخطة تشكل تحريضًا من الجماعات اليهودية ضد حق المسلمين في أداء عبادتهم في المسجد الأقصى، وخطرًا كبيرًا على مكانة الأقصى الإسلامية أكثر من أي وقت مضى".

ودعا جميع الدول العربية والإسلامية للتدخل السريع، وإفشال المخطط قبل فوات الأوان وفرضه على أرض الواقع، عن طريق اتخاذ قرارات وإجراءات حقيقية من شأنها ردع كافة المشاريع الصهيونية.

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: