بعد 88 عاماً من احتلالها .. من للقدس بعد صلاح الدين؟
القدس المحتلة -القسطل: تمر اليوم الأحد، الذكرى الـ 836 لفتح القدس والمسجد الأقصى بعد 88 عاما على احتلالهما، على يد جيش المسلمين بقيادة صلاح الدين الأيوبي، والذي تمكن من دحر الاحتلال الصليبي وتطهير “الأقصى” من دنسهم.
ففي 2 من تشرين الأول/أكتوبر 1187 ميلادية، تم إنهاء 88 عاماً من الاحتلال الصليبي لمدينة القدس؛
كيف نجح القائد صلاح الدين الأيوبي بإحراز هذا النصر التاريخي، وتحرير الأقصى بعد ٨٨ عاما من احتلاله؟
.
عند الحديث عن صلاح الدين فلا بد من ذكر نور الدين زنكي وكيف أسس لمشروع التحرير.
نور الدين الذي أمضى جُلّ حياته من أجل تحرير المسجد الأقصى، بل وجهز منابر كي توضع في مساجد بيت المقدس بعد تحريره، وتربط الناس إلى ذاك الوقت بفكرة التحرير.
بعد وفاة نور الدين أكمل تلميذه صلاح الدين طريق توحيد المسلمين لتحرير المسجد الأقصى، وكان هذا أشقَّ من الجهاد ضد الصليبيين، فقد أمضى عشرات السنين في التنقل بين مصر والشام والعراق لكي يوصل للمسلمين أهمية الأقصى والتوحد من أجل تحريره.
تعد أفعال القائد صلاح الدين دروساً تاريخية للأجيال الناشئة وسُنّة يمشون على خطاها، لتحرير الأرض المقدسة من جديد، من دنس الصهاينة.
دخل القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي القدس فاتحاً في ذكرى ليلة الإسراء والمعراج في ٢٧ رجب ٥٣٨ هجرياً؛
وتمثلت خطوات الفتح بتكوين جبهة إسلامية موحدة تضم مصر الشام وأجزاء من العراق، لأن القائد يؤمن أن في الاتحاد قوة، وفي التفرق ضعف وخيبة.
فبذلك كان قادراً على مقارعة الصليبيين في داخل فلسطين المحتلة، وهزيمتهم في معركة حطين في ٢٥ ربيع الثاني ٥٨٣ هجرية، بعد استدراجهم والاحتيال عليهم.
وعمل صلاح الدين من خلال جيش المسلمين، على تأمين المدن الساحلية الفلسطينية لمنع وصول الإمدادات للعدو، حتى ضرب العدو في خاصرته، وسخر جهده في تنظيم حملة إعلامية في العالم الإسلامي بهدف استنفار المسلمين للجهاد، وحصار سور القدس ١٢ يوما ومحاولة اختراقه.
وأخيرا، استسلم الصليبيون وألقوا السلاح وفتحوا أبواب المدينة وكان يوما مشهودا رفعت فيه الأعلام الإسلامية على أسوار القدس.
وبعدها دخل القائد صلاح الدين المدينة فاتحاً وأمر بإعادة القدس إلى ما كانت عليه قبل احتلالها، بعد أن غير الصليبيون معالمها.
أبرزها إزالة صليب ذهبي نصب فوق قبة الصخرة، كما أمر بتطهير المسجد، والصخرة من الأقذار، والأنجاس، ثمَّ عين إماماً للمسجد الأقصى، وأقام فيه منبراً، وغسلت القبة بماء الورد بعد أن كانت مذبحاً للخنازير.
وبرزت شهامة صلاح الدين وكرم أخلاقه، في تعامله مع أسرى الصليبيين وأهاليهم، وإعادة المسيحيين الوطنيين من أهل القدس إلى مساكنهم.
وتأتي ذكرى تحرير القدس هذا العام في ظِلِّ الظروف الصعبة التي يمرّ بها شعبنا الفلسطيني ومدينتنا المقدسة وقضيتنا العادلة؛ فمن للقدس بعد صلاح الدين؟