الطفلة هـديل عوّاد.. استُشــهدت بلباس المدرسة وشُيّـعت بغطائها الورديّ

الطفلة هـديل عوّاد.. استُشــهدت بلباس المدرسة وشُيّـعت بغطائها الورديّ

القدس المحتلة - القسطل: لا يوجد أي وقت في حياتي لا أفتقد فيه هديل، تلك الجريئة القويّة، ابنتي وحبيبة قلبي التي رحلت وعلت روحها للسماء، وما يصبّرني حقًّا هو أنها شهيدة.

قد تكون الكلمات مُعتادة لكنّ صوتها وهي تتحدّث كان حزينًا مُتعبًا وكأن ابنتها ارتقت اليوم وليس قبل خمس سنوات. أم إياد عواد هي أم الشهيدين محمود وهديل عوّاد، كلاهما أُصيبا برصاص الاحتلال. محمود استُشهد متأثّرًا بجروحه التي أُصيب بها قرب حاجز قلنديا شمالي القدس (استُشهد بعد تسعة شهور على الإصابة)، أمّا هديل ارتقت برصاص المحتل في شارع يافا غربي القدس بعدما ادّعى الاحتلال محاولتها تنفيذ عملية طعن في المكان (استُشهدت على الفور واحتجز جثمانها لفترة).

تقول أم إياد لـالقسطلإن محمود استُشهد عام 2013، حينها لم تستطع هديل وداعه حيث أصابتها حالة إغماء ما اضطر الطبيب إلى إعطائها حقنة نامت على إثرها، وتضيف: لما صحيت وما شافت أخوها ولا ودّعته، ضلّت مقهورة، كانت قريبة منه كثير، وبتحبّه بشكل مش طبيعي.

أمّا عن يوم استشهادها في الـ23 من شهر تشرين ثاني عام 2015، لم يكن أي شيء فيه غريبًا أو خارج عن المعتاد، إلّا أن نبرة صوتها حينما قالت لوالدتها بخاطرك (أي مع السلامة) كانت مختلفة يشوبها بعض الحزن، بحسب ما أخبرتنا أم إياد.

شو ؟ كيف ما إجت؟ هي طلعت على المدرسة بدري ومعها الشنطة (الحقيبة)!”، تلك كانت إجابة أم إياد حينما جاءها اتصال من المدرسة ما بعد العاشرة صباحًا متسائلين عن سبب غياب هديل للاطمئنان عليها، حينها أدركت أن أمرًا ما حصل لابنتها. ما هو إلا وقت قصير، مرّ، وكان المُرّ في طريقه إليها.

شفتها وهي ممددة على الأرض، لابسة مريول المدرسة، حواليها الجنود، وعليها الدّم... ياااربي هاي بنتي هديل تقول أم إياد. وتبين لـالقسطل أن زوجها كان متوفّيًا فتم استدعاؤها للتحقيق معها حول ما حصل، دار الحديث عن هديل وشخصيتها وحالتها الاجتماعية وهل تُعاني من أي مشاكل، وما الذي جعلها تفعل ذلك.

وتضيف بعدما أبلغها المحقق بأن ابنتها حاولت تنفيذ عملية طعن: قلت لهم إنها طفلة لم تبلغ الـ15 من عمرها بعد، لا ينقصها أي شيء، ولا يُمكن أن تفعل أمرًا كهذا، لكني فكّرت بعدها، لم أجد سوى حادثة استشهاد شقيقها، بقيت مقهورة طوال تلك المدّة حتى انتقمت له.    

إنها حبيبتي المدلّلة، وآخر العنقود، التي لا يمكن أن أنساها، وأفتقد صوتها وكلماتها ووجودها في المنزل. اليوم غابت الفرحة والبسمة بغياب هديل ومحمود أيضًا، تقول أم إياد”.

بعدما احتجز الاحتلال جثمانها لنحو شهر، عادت هديل إلى مخيم قلنديا شمالي القدس، مسقط رأسها، وشُيّعت بغطائها الورديّ.

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: